وصف الكتاب:
هذا الكتاب اجتمعت فيه كل عناصر الجمال؛ فهو أولًا عن امرأةٍ ملكة، وعن ملكةٍ مصريةٍ أصيلةٍ، أحبَّت شعبها وأحبَّها شعبها، حتى أنهم أطلقوا عليها «حبيبة الشعب»، برغم أن بين المصريين، وبين ساكني القصور الملكية جفاءً فطريًّا، لكن فريدة أو: «صافيناز ذو الفقار» (5 من سبتمبر 1921م – 16 من أكتوبر 1988م)، كسرت ذلك السياق التاريخي في وجدان المصريين، وجماله أيضًا أن كاتبته د. لوتس عبد الكريم، كانت صديقةً شخصيةً مقربةً من الملكة فريدة، وأمينةً على سرِّها، ومُحبةً لشخصها وفنها، عرفت الكثير وكتبته، وعرفت الأكثر وكتمته. د. لوتس عبد الكريم التي يمكن القول ببساطة إنها أسهمت في بعث «فريدة» مرةً أخرى، بعد إهالة التراب على ما تمثله من قيمٍ جميلة، وأصالةٍ مصرية فطرية، تعشق الفن والرقي والطبيعة، وتلتصق بتاريخها، المرأة الملكة التي لم تذكر طليقها، وهو ملك، بكلمةٍ سوء، بل ظلَّت – كمصرية – محافظة على كرامة رجلها. هنا تضع د. لوتس عبد الكريم قطعةً من تاريخ مصر الجميل، مُزيَّنةً ومُزخرفةً بالنبل والجمال، بالمحبة والتسامح، تجدها فيما يزيد على ألفٍ وثلاثمائة صورة، ولوحة، ووثيقة، تنشر للمرة الأولى، ولن تجدها في مكانٍ آخر، تُجسِّد عظمة امرأة مثَّل فنها وتاريخها علامةً مضيئةً، وفصلًا من فصول الحضارة المصرية العريقة، التي يأبى نسغها العميق أن يندثر، برغم المحن والكوارث والقبح والضحالة، هنا كتابة تقطر فنًّا، وفن يبعث روحًا نتمناها، كتابة جديدة في التأريخ سواء في فن السيرة، أو في تاريخ الفن، بما تملك مؤلفة الكتاب من روح سردية دفَّاقة وعارمة، صبغتها بروحها الوفية، عن ملكةٍ قرنها الشعب بالطهارة والعِفَّة والكرامة، امرأة هي «فريدة مصر»، صارت رمزًا على جمال الحقبة الملكية، حين امتزاجها بالروح الشعبي، وبالعراقة الإنسانية للحضارة المصرية، وسواءٌ في الصوَّر، أو البورتريهات، أو اللوحات، التي ينشر أغلبها في هذا الكتاب، وفقط، ستعرف كيف أن بساطة الملكة فريدة، وعمقها، ألهمت الجمال لكل من عرفها أو احتك بها، العديد من الأسرار، والشخصيات من كتَّاب وفنانين، وقادة شعوب، وقفوا أمام هذا الجمال صاغرين مُقدِّرين للشخصية وما تمثِّله، برغم – أيضًا – أن قادة الثورة المصرية، الذين وهبتهم كل ما تملك، قسوا عليها وأهانوها، ما مثَّل دراما إنسانية، بالغة الفجاجة والضحالة، تَقَبَّلَتْها «فريدة» مُؤمنةً بشعبها وأهلها، وحقه في الحياة الكريمة، لكن الثوار لم يكونوا على المستوى نفسه، باختصار، كانت ملكة المصريين، فريدة، تُمثِّل صراع النبوغ والنبل، ضد الضحالة والغُرور، صراع الرقي، ضد التسفُّل والانحطاط، كانت «الملكة» تُحدِّث نفسها، وتحدِّث لوتس عبد الكريم عن أن هناك مؤامرةً خبيثةً، ضد الجمال في مصر، تبدأ في السر، ثم ما تَلْبَثُ أن تشيع القبح والفجاجة، في مصر، وروح المصريين وتقول: «مسكين هذا البلد الذي لا يحبه أهله».