وصف الكتاب:
سبعة قرون تفصل بين كتاب »عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات» للعالَم والجغرافي العربي أبو عبد الله بن زكريا بن محمد بن محمود القزويني، وبين »كتاب المخلوقات الوهمية» للقاص والروائي الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، حيث كُتِب الأول في القرن الثالث عشر الميلادي، والثاني في القرن العشرين. تأثر الثاني تأثراً كبيراً بكتاب الأول، بحيث نجد بينهما تناصاً واضحاً، بل أن كتاب بورخيس يحمل مقدمه مطولة عن القزويني، واقتباسات عديدة من كتابه. وفي القرن الحادي والعشرون، يشترك أحمد مجدي همام الروائي والصحفي المصري معهما في ذات المغامرة/الحلم بإهدائنا نسخة جديدة من ذلك العالم المُتَخَيَّل، وتلك الجغرافيا الشاسعة المستوحاة والمخلوقة. خيال جموح، حتي أنك لتندهش من قدرة تلك المخيلة الكاسحة لكل منطق أو عقل، والتي لا يحدها سقف. وكما يرد علي لسان الكاتب في حديث له عن روايته »الوصفة رقم 7» والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية هذا العام: »محاولة للنبش في كتب التراث واستخدام الكائنات الخرافية التي ابتدعتها أمزجة البشر»، وقد وجد نفسه مضطراً لرسم خريطة وإرفاقها بالرواية لشرح هذا العالم الفريد، مستوحياً الفكرة ربما من الرسوم التوضيحية التي يعج بها كتاب القزويني، وكما انتوي بطله »مليجي الصغير» رسم عدد من اللوحات تصور تلك الكائنات العجيبة والأراضي التي تسكنها. استطاع الروائي ببراعة يحسد عليها أن يمزج القديم والتراثي (الإسلامي تحديداً) بالحديث المُعاش (اجتماعي وسياسي)، والخيالي بالواقعي، كما فعل ابن شهيد في كتابه »رسالة التوابع والزوابع»