وصف الكتاب:
"تاريخ النظم والحضارة الإسلامية يعتبرالخط الرئيس الذي يجمع فصوله (الأحد عشر)هو التأكيد على أصالة النظم الإسلامية، وأن نشأة هذه النظم بدأت مع قيام الدولة الإسلامية، ثم طورها المسلمون عبر العصور الإسلامية المختلفة. تطرح مقومات مصادر دراسة الحضارة الإسلامية والنظم السياسية فيما يخص الإمامة وواجبات الإمام واستخلاف أبي بكر الصديق ومؤتمر السقيفة والبيعة العامة ومجلس الشورى والخلافة بين المثالية والتطوير، تغوص في كل ما له علاقة بتأكيد وتأطير وتسيير النظام الإسلامي بمكونه الديني الفريد في لملمة ما يصلح من سن قوانين شتى جوهرية في الشأن العام والحياتي والمعيشي المكمل لتلك المنظومة التي تقول أو تؤكد أن الفكر الإسلامي، دين ودولة. يطرح الكتاب الشكل الأمثل فيما يخص شكل وأساليب التخاطب والتحاور ودور " ديوان الإنشاء " ودور موظفيه وكيف سيكون شكلهم ومنهجهم في التعامل،كذلك يدخل الفصل الرابع في كيف كان التأسيس للعتبات الأولى في النظم القضائية وملحقاتها، ونظم المال والاقتصاد ومفهوم الزكاة وصدقة الفطر والخراج والغنيمة..ليعرج في الفصل السادس للأحوال الإجتماعية في جزيرة العرب قبل الإسلام حتى شكل وطقوس الزواج والطلاق والتعدد وحقوق المرأة والميراث، وعن دور الفكر المؤسس للدور الحيوي الهام لمسارات وعوالم الآداب ومعارف وعلوم الطب والكيمياء والرياضيات والفلك والنبات والحيوان. تطرح دكتورة " فتحية النبراوي مكانة ودور بيوت الحكمة في تلك العصور وكيف كان للفلسفة والتاريخ بل ومن قبله التأرييخ _ إنطلاقات لتكوين والإيمان بأفكار التصوف في أحضان وظلال الفلسفة الإسلامية وخارجها في تبني الإنفاق على دور خاصة لزرع وتجلي الأفكار والرؤي فكانت بيوت ودور الحكمة ودور العلم الجديدة والمكتبات وخزائن الكتب فيما يؤكد القوام الكلي للدولة الإسلامية الناهضة وتحت عينها فكرة التوغل والتمدد والتأثير قبل التأثر بثمة أفكار أو أطر أو حتى مذاهب اخري تتبع رسالات أو ديانات مختلفة،وتقول المؤلفة في الخاتمة لهذا الكتاب الذي يؤسس لأرضية جديدة علمية موثقة تشرح وتعرض مجد زاه لحضارة وفكر وقوانين صارت وأصبحت اسلوب عيش فلت تغرب عنها الشمس إلا أن عدم التجديد في النظرة التي اسس عليها تلك الاشكال من القوانين وشكل الدولة والخلافة لم تتفهم طبيعة ودور الفرز والتقليب والمراجعة لتتواكب مع آفاق العالم الجديد وخاصة في مسالة الحريات ومفاهيم العدل والمساواة ونقد الفكر الجاهل وتهيئة الجو العام بنظم معاصرة تخدم فكرة ترقي الإنسان من أجل بزوغ رؤى التطور بين ثنايا الفكر الإسلامي تبلور الكاتبة في منهجها التفسيري المؤسس لغالبية الأفكار والمسارات الواردة في الكتاب العميق والأشبه بمرجعية متينة تمثل علامة فارقة في المكتبة العربية بل والعالمية لتتشابه فيما طرحه من قبل دكتور حسين مؤنس في تأطيير واستدعاء دور وشكل ومنهاج دولة الأندلس، وتحديدا فيما يخص الربط بين جوهر الفكر والإشتباك بها مع الإنسان في المعيشي والحياتي ولمن تكون الغلبة للفكر أم الممارسة؟