وصف الكتاب:
يعرض كتاب “الإمارات والخليج/ انهيار اللؤلؤ وسنوات المعاناة في الثلاثينيات والأربعينيات” من خلال قراءة في الوثائق البريطانية للدكتور محمد فارس الفارس إلى مرحلة مهمة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تناولت الدراسة المستفيضة والبحث العلمي المعتمد أساسا على قراءة فاحصة لوثائق تؤرخ لهذه المرحلة على جميع المستويات سواء منها الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، ومن خلال ذلك تعرض المؤلف إلى العديد من المحاور خلال عقدين مهمين من الزمن يغطيان مرحلة هامة من تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة والخليج العربي، ويمكن اعتبارهما عقدين مفصليين في تاريخهما. الكتاب الذي تكون من أربعة فصول تناول فيه صاحبه في الفصل الأول عصر اللؤلؤ من خلال رحلات الغوص في السجلات البريطانية وكل ما يتعلق بالتجارة والمعاملات البحرية، وكل ما له صلة باللؤلؤ وصيده حرفة واستخداماً إلى حين انتشار اللؤلؤ الاصطناعي في عشرينيات القرن الماضي، وهي الضربة القاصمة للحركة التجارية في الامارات والخليج، إذ إن رحلات الصيد والغوص لم تبق ذات جدوى في الوقت الذي غزا فيه اللؤلؤ الاصطناعي الأسواق وهو ما حدا بتجار اللؤلؤ ومحترفي صيده إلى البحث عن موارد أخرى للرزق لعلها تعوض هذه التجارة التي طالما درت الكثير من المال على سكان الامارات والمنطقة، ومثل كل ذلك نقلة نوعية أثرت سلبا على المنطقة واقترنت بالأزمة الاقتصادية والقضاء نهائيا على مهنة الغوص في الامارات والخليج العربي حتى وصل الأمر بالهند إلى منع دخول لؤلؤ الخليج إلى أراضيها. أما في الفصل الثاني من الكتاب فقد تناول الدكتور الفارس أربعة محاور تتعلق باللؤلؤ الصناعي والكساد العالمي والقضاء النهائي على مهنة الغوص في الكويت والبحرين. أما في الفصل الثالث فتعرض إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خلال الحرب العالمية الثانية وأزمة الغذاء بسبب إيقاف الهند تصدير الأرز إلى الخليج، ليختم في الفصل الرابع بصور المعانات في الامارات من خلال رسائل الحكام وتتعلق بانتشار اللؤلؤ الاصطناعي واستخدام المحركات في سفن الطواشين ورسائل حول الأوضاع الاقتصادية المتردية خلال الحرب العالمية الثانية وأخرى حول احتياجات سكان الامارات خلال أربعينيات القرن العشرين وصعوبة الاستيراد خلال هذه الفترة. كتاب “الإمارات والخليج/ انهيار اللؤلؤ وسنوات المعاناة في الثلاثينيات والأربعينيات” اعتمد بشكل شبه كلي على الوثائق البريطانية وبعض الكتب الأجنبية والعربية، وأكد شبه المجاعة التي انتابت منطقة الخليج إبان ظهور اللؤلؤ الاصطناعي وانهيار تجارة الغوص، كما عرض لأهم ملامح الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الإمارات والمنطقة في الوقت الذي كسدت فيه تجارة اللؤلؤ اضطراريا، وبات أهل الإمارات والخليج العربي في أمس الحاجة إلى موارد جديدة حتى كان الذهب الأسود والغاز الذي يشكل اليوم ثروة هائلة في منطقة طالما عانت الأمرين في مراحل مختلفة من تاريخها.