وصف الكتاب:
يرى الباحث فى كتابه أن المفكرين فى الماضى دأبوا على تعريف الموت باستعمال كلمات قليلة للدلالة على الموت، لكن تقدم البحث العلمى بين أن هناك عدة استعمالات أساسية لكلمة الموت: الموت كحدث، والموت كظرف، والموت كحالة وجود أو انعدام الوجود، ويؤشر استعمال الموت كحدث على أنه شىء يحدث، ويقع الموت بوصفه حدثاً فى زمان ومكان معينين، وبطريقة معينة، والموت كظرف يعجز فيه الكائن الحى عن أداء الوظائف الحيوية للحياة، ويتعلق معنى الموت بوصفه حالة وجود أو انعدام الوجود بما يصير إليه الشخص بعد الموت، فهو لا يشير إلى حدث أنهى الحياة، ولا إلى وضع الجسد فى ذلك الوقت، ولكن إلى شكل الوجود ما بعد الموت. يذكر المؤلف أنه يتعين علينا التمييز بين الاحتضار والموت، حيث يشير الاحتضار إلى مرور الفرد بعملية فناء وتلاش تدريجى قبل حدوث الموت، أما فى حالة الموت، فتغيب هذه العملية (كأن يتوفى الشخص أثناء النوم)، أو أن تكون قصيرة (كأن ينزف الشخص حتى الموت بعد إصابته بطلق نارى)، وفى كلتا الحالتين يمر أحباء المتوفى وذووه بعملية حزن وحداد، وبينما تبدأ عملية الحزن قبل الموت فى حالة الاحتضار، فإنها تبدأ بعد الموت فى حالة الموت الفجائى أو غير المتوقع. والاحتضار والموت يمثلان جانبين عميقين من الخبرة الإنسانية، تتشكل تعاريفهما ومعانيهما من خلال العدسات الثقافية والتاريخية، ورغم أن الموت كما يذكر المؤلف محتوم من الناحية البيولوجية، فإنه يمثل حقيقة اجتماعية كذلك، المعرفة به مصطبغة، ونفهم الموت من خلال أطر الدين والبناء الاجتماعى والثقافة والعلم والطب، والفقدان، والاضطراب أو الاختلال الذى يصيب الأفراد داخل المجتمعات.