وصف الكتاب:
يحاول فيه تقصي الأثر القديم الذي تركه رجال الصحراء على الرمل «تجربة الأسلاف». وما بعدهم؛ باعتبار أن معرفة المكان ينبغي أن تسبق ثقافته؛ حيث لا ثقافة من دون معرفة تسبقها، أو استقصاء يهيئ لها، ومن دون مقدمات بحثية في الأثر الماضي؛ ليكون أثراً متطوراً في الحاضر والمستقبل. محتويات الكتاب عبارة عن مجموعة حوارات كان الكاتب قد أجراها مع عدد من رجال الصحراء البدو الذين كانوا أدلاء في المرحلة السابقة؛ الذين اعتمد على درايتهم بمجاهل الصحراء الرحالة والمبتعثون والمستشرقون الأجانب، ورافقوهم لسنوات عدة. وتعد هذه المقابلات روايات سردها رجال الصحراء شفوياً. والسنجري الذي عُرف كشاعر؛ وظف أسلوبه الشعري في صياغة عبارات كتابه، وهو يتناول موضوعا ارتبط بالقساوة، والجفاف وعلى وجه الخصوص تلك المنطقة من الصحراء التي لم تعرف الحياة قط؛ فسميت بالربع الخالي. كما يتناول الكتاب قصة لقاء كل دليل بالمستشرقين وانطباعات كل منهم عن الآخر؛ الذين كانوا يجهلون بعضهم البعض، كما يكشف «ذاكرة الصحراء» الأكاذيب والمبالغات في كتابات الرحالة الغربيين. وتظل القبيلة بيت البدوي، أما الصحراء فإنها رحم القيم الفطرية، ومسرح قراءة في محمولات البداوة وعلاماتها في إمارات الدولة. من أجواء الكتاب نختار «في الرمل ثمة إنسان يمتلك نبله الخاص، وشهامته النادرة، وشجاعته ويقظته وتأمله، وكل ذلك حصيلة ثقافية استطاع بعض الرحالة الغربيين أن يلمسها من خلال رفقة الرمل»، وقد ارتأى عمار السنجري أنه آن الأوان اليوم لتوضع أمام القارئ من أفواه أبطالها الحقيقيين.