وصف الكتاب:
نبذة الناشر: تتناول هذه الدراسة التحديات التي واجهت السلام البريطاني في الخليج العربي منذ بداية القرن العشرين المتمثلة في التطور في مجالات الصناعة و التقنيات وسبل الاتصالات والمواصلات ما تمخض عنه اختلاف في الطبيعة الوظيفية للخليج في الإستراتيجية الهندوبريطانية . لم يكن الخليج العربي قبل هذه الفترة يمثل في إستراتيجية بريطانيا وهندها سوى أحد الأزقة البحرية المغلقة التي يمكن حراستها من مدخلها في الجنوب لئلا تصل إليه القوى الدولية الأخرى. عملت بريطانيا جاهدة على فلق الخليج فلقتين فلقة فارسية واضحة وأخرى عربية واضحة، و بينهما نطاق من المياه والجزر اختصت به نفسها، وعاثت فيه وأخضعته لقوّتها تماماً. كانت بريطانيا قوّة بحرية قامت إستراتيجيتها العسكرية على عدم منازلة القوى الدولية الأخرى على برّ شبه القارة الهندية فمدّت حدود الهند الأمنية للهند إلى مدخل الخليج العربي و جعلت منه حاجزاً دون الهند يمكن لها أن تلاقي فيه القوى العسكرية الأخرى إذا دعت الضرورة , كما يمكن أن يقوم الخليج في فترات السلم بما يقوم به قرنا الاستشعار فيوجه الدبلوماسية البريطانية ويخدم سلام دروبها. اضطرت بريطانيا في بداية هذه الفترة للاهتمام بالكويت التي لم تكن قبل هذه الفترة تمثل في جيواستراتجيتها الأمنية شيئا مذكورا لأنها تقع في شمال الخليج المغلق على هيمنتها من جنوبه. غير أن زحف الخطوط الحديدية في اتجاه الخليج العربي بما حمل من مؤثرات روسية أو ألمانية أو عثمانية وبما يمكن أن يحدثه من ربط الخليج العربي بالظهير العربي الذي لا تريد بريطانيا أن تخوض غمار سياسته، أرغم بريطانيا للخضوع للأمر الواقع. أدركت بريطانيا أن ربط الخليج بظهيره سيحدث فجوة كبيرة في جسم السلام البريطاني فاضطرت إلى أن ترتفيه بالاهتمام بالكويت فعقدت مع شيخها عقداً أدخل الكويت في جيوستراتيجية بريطانيا في الخليج العربي, وأصبح موقع الكويت، حتى الحرب العالمية الأولى، أحد أعمدتها الكبيرة المميزة. استطاعت فرنسا, مع تزايد المدّ الدولي في منطقة الخليج العربي, أن تجد لها موقعا في مسقط التي كانت حجر الزاوية في صرح السلام البريطاني الذي كان يطبق علي عنق الخليج العربي ولا يسمح لأي نفوذ مغاير أن يمرّ إلى داخله.