وصف الكتاب:
كتاب "منطق الطير" لـ"فريد الدين العطار النيسابورى" عبارة عن منظومة شعرية قصصية فارسية صوفية رمزية من القرن الثاني عشر و الثالث عشر الميلادي، ويعد من أشهر المنظومات الصوفية. استقى العطار فكرة منظومته الشعرية منطق الطير من "رسالة الطير لأبي حامد الغزالي", حيث اجتمعت الطيور يوما ً لتقوم برحلة صوب الطائر الأكمل و الأجمل و السلطان المطلق و المسمى "السيمرغ"، وانتدبوا الهدهد ليكون رئيسا لهم و مرشداً... فطفقت الطيور تقدم التبريرات المختلفة حتى لا تتكبد مشاق الرحلة و بعضها راحت تسأل عن الطريق شتى الأسئلة... و الهدهد يجيب عن كل هذا و يفند كل الأوهام و يحثهم للتخلي عن كل العلائق و المضي نحو عشق الأكمل من خلال المواعظ و القصص المختلفة و يخبرهم عن الأودية التي سيمرون بها وادي الطلب ثم العشق ثم المعرفة ثم الاستغناء ثم التوحيد ثم الحيرة و أخيرا الفناء و البقاء... و هكذا انطلقوا جميعا و تكبدوا المشاق على أنواعها و مات من مات و فني من فني حتى وصل ثلاثون طائراً إلى الحضرة ليرفع الحجاب و يكتشفوا أن السيمرغ لم يكن إلا انعكاسا لصورتهم! وكتاب "منطق الطير" يقدم دراسة مزدوجة لشخصية العطار، وكتابة منطق الطير. فيقدم من خلال صفحات القسم الأول من الكتاب دراسة وافية لشخصية العطار ومناقبه، ونظرية إلى الفلسفة والفلاسفة ومن ثم نقد وتحليل لمنظومة منطق الطير أما في قسمه الثاني والأخير فيقدم دراسة لمنظومة "منطق الطير" التي تعدّ أشهر منظومات العطار وأعظمها جميعاً وأوسعها شهرة، التي تشهد بإبداع صاحبها في النظم وتعدّ دليلاً عظيماً على تفوّق الفرس في نظم القصة الشعرية منذ قرون عديدة، وقد تأثر العطّار بالغزالي في قصته هذه الذي أخذ أصولها عن "رسالة الطير للغزالي". أما بنية هذا الكتاب فتدور حول المناجاة والمدح وذمّ التعصّب، حيث نطقت الطيور بأفكار البشر، فجعلها تسعى جاهدة حتى تدرك الاتصال بالله.