ما هو التصوف

• سنة النشر: 01 Jan 1970.
• عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
• تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.

وصف الكتاب:

يرد الكاتب البريطاني مارتن لينجز على هذه الأسئلة بإجابات شافية، تناول كل إجابة منها من زاوية مختلفة ولكنها جميعا تتجه إلى جذر الموضوع محور كتابه "ما هو التصوف" الذي ترجمه أخيرا توفيق محفوظ وأشرف شنوده، وصدر عن دار آفاق بالقاهرة، حيث يرى أن "التصوف مركزي وسام وعميق وسري، هو لا ينحني أمام الآراء ويتطلب كل ما في الوسع، وقوي وخطير ومنعزل ـ وضروري. وهذه الوجهة الأخيرة لها علاقة بما يشمله". ويوضح أن التصوف له الحق في أن لا ينحني أمام الآراء لأنه مؤسس على محققات، وليس على آراء، إن عليه التزام أن لا ينحني أمام الآراء لأن الروحانية هي مستودع الحق بأكمل معنى، كونه معنيا قبل كل شيء بالمطلق واللامتناهي والأبدي، "ولكن إن فسد الملح فبماذا يملّح؟" بدون الروحانية، لن يكون هناك صوت للحقيقة في العالم. لن يكون هناك سجل لتدرج المراتب الحقيقي ولا شاهد على انتهاكها باستمرار". ويرى أن التصوف ما هو إلا الإسلام الروحاني، وهذا يعني أنه التيار الرئيسي والأقوى لهذه الموجة العارمة التي تكون الوحي الإسلامي، ويضيف أنه تبعا للمذهب الإسلامي "الكمال هو تجميع الصفات المميزة للجلال والجمال، والتصوف ـ كما عبر عنه كثير من المتصوفين ـ هو ارتداء هذه الصفات الإلهية، الذي يعني تجريد النفس من الأشياء التي تحدد الإنسان المطرود من الجنة، أي من العادات والأهواء التي أصبحت (طبيعة ثانية)، ومنحها مميزات طبيعة الإنسان الأزلية، المخلوق على صورة الله، وبالتالي فإن الشعيرة الدينية للتلقين إلى بعض الدرجات الصوفية تأخذ فعليا شكل كساء: يضع الشيخ فوق أكتاف الملقن". ويوضح "يتخذ الشخص في مرحلة الاعداد طريقة حياة المحراب، لأن جزءا من أسلوب كل الطرق الروحانية ـ وليس منهم أكثر من التصوف الإسلامي" هو توقع النهاية، المجرّب يكمل طريقة الحياة التي اتخذها في مرحلة الإعداد، الفرق بين الاثنين هو أنه في حالة المجرب، الطريق، أي التصوف، أصبح في جملته تلقائيا، لأن القدسية انتصرت على الطبيعة الثانية. في حالة الشخص في مرحلة الاعداد، الطريق في البداية هو في الغالب تقويم، ولكن الفن المقدس هو كنعمة إلهية يمكن ان تسهل ما هو صعب. وظيفته ـ هي الوظيفة العليا للفن ـ هي ترسيب انتصار للقدسية في النفس، تلك القدسية الممثلة في موضوعنا في صورة إبداع فني. كمكمل للتقويم ـ يمكننا حتى أن نقول كفترة استراحة ـ يقوم الفن المقدس المسار كمهنة طبيعية للإنسان بالمعنى الحرفي، مستجمعا كل عناصر النفس معا لعمل توافق جماعي على الكمال الذي يظهره". ويشير إلى أن زيادة القرب لا تعني نقصا في التميز، لأنه كلما كان المركز أقرب ازداد التركيز، وكلما ازداد التركيز قويت الجرعة. الماهية المركزة للإسلام يمكن فقط إيجادها في الولي المتصوف وهو بوصوله لنهاية المسار قد حمل المثل العليا الخاصية بديانته لأعلى وأكمل تطور تطور لها، تماما كما أن الماهية المركزة للمسيحية التي يمكن أن تجدها فقط في قديس فرانسيس أو قديس برنارد أو قديس دومينيك، وبعبارة أخرى إنها ليست العالمية فقط ولكن أصالة كل تصوف معين تزداد شدتها كلما اقتربت النهاية، ولا يمكن أن يكون خلاف ذلك حيث إن الأصالة لا تنفصل عن التفرد، وهو بالإضافة إلى العالمية، لا بد من أن تزداد بقربه للأحدية التي تهبه". ويقول "التصوف قوي لأنه لا يقل عن الوسيلة الإلهية للانتصار الغامر للمطلق. قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة، وهي المثل الأعلى للمذهب والمنهج الصوفي "لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأراضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله"، ولكن تلك القوى الفعالة تتطلب امتثال قوى سلبية في نفس أي شخص يقوم بتفعيلها، وبعبارة أخرى تتطلب صبرا وصمودا يطيل عملها بما يكفي ليصبح نافذ المفعول في مجال خاضع للزمن". يذكر أن مارتن لينجز ولد في لانكشاير بإنجلترا عام 1909 وبعد حصوله على شهادة في الأدب الإنجليزي عام 1932 من جامعة أكسفورد، سافر إلى ليتوانيا لتدريس الانجليزية الأنجلو ـ ساكسونية وإنجليزية العصر الوسيط، ولكن اهتمامه بالتصوف وباللغة العربية أخذه إلى مصر عام 1939 وفي العام التالي أصبح محاضرا بالجامعة المصرية، وفي عام 1952 عاد لإنجلترا وحصل على درجة علمية في اللغة العربية من جامعة لندن. وفي عام 1970 أصبح مشرفا على قسم المخطوطات والمطبوعات الشرقية بالمتحف البريطاني ـ في عام 1972 أصبح قسمه جزءا من المكتبة البريطانية ـ وكان مسئولا مسئولية خاصة عن المخطوطات والكتب العربية لمدة 19 عاما، وله مؤلفات عديدة.