وصف الكتاب:
يعد موضوع دور المد جنين الاقتصادي والاجتماعي في الأندلس من القرن السابع إلى التاسع الهجريين الثالث عشر إلى الخامس عشر الميلاديين واحدا من الموضوعات الجديرة بالدراسة فالفترة – المذكورة أنفا من الفترة العصيبة في التاريخ الإسلامي التي رسمت فيها الممالك النصرانية بداية النهاية للوجود الإسلامي في الأندلس وكانت الدولة الإسلامية هناك في أشد الحاجة إلى الدعم بشقيه المادي والمعنوي من دولة إسلامية أخرى سواء بالمشرق أو بالمغرب لنصرة دولة الإسلام في الأندلس التي دنت من النهاية أما المد جنين أو أبطال هذه الملحمة فهم سكان الأندلس الأصليين من المسلمين أو المولدين الذين ارتضوا الإسلام لهم دينا لكن سقوط المدن الأسبانية الواحدة تلو الأخرى في أيدى النصارى قد تمخض عن ظهور معاهدات قسرية تخص الاستسلام نتج عنها ارتداد هؤلاء عن الإسلام والذين تسموا فيما بعد بالمدجنين وما تلا ذلك من سياسات إحلال للمسيحيين وتهجير للمدجنين من مدنهم وق ا رهم بعد تمام إعمارها إلى مدن وأقاليم أخرى مقفرة وتم تقسيم الرسالة إلي بابين رئيسين فضلا عن مقدمة وتمهيد تناولت فيها التعريف بالموضوع وأهميته وتمهيد تاريخي للفترة محل الدراسة الباب الأول: بعنوان دور المدجنين الاقتصادي وينقسم إلي مجموعة فصول الأول بعنوان الزراعة والرعي والثاني عن الصناعة والثالث عن التجارة بأنواعها داخلية وخارجية وال ا ربع عن النقل والمواصلات و العملة والأسواق والمكاييل ويعنى برصد دورهم هل هم مخترعين رعايا أم دخلاء والى أي مدى قدرت إنجازاتهم على أنها قفزات في مجال الزراعة والري وكيف قدر لهم الزمن على أن يصبحوا عنصراّ لا يمكن الاستغناء عنه في المجتمع وغيرها من الأسئلة التي تم عرضها الباب الثاني: وينقسم إلي مجموعة فصول الأول عن الحى المدجن وأهم المرافق الموجودة من جزار وحمامات وتمت الاشارة إلي الري باعتباره حالة من حالات التمييز الديني بل والعنصري ويعنى بتقصي أحوال هذه الطائفة وهل هم رعايا أم دخلاء وكيف تكيفوا للبقاء بوضعهم طائفة منبوذة وهل كانوا يعيشوا في حي مغلق وكيف تكيفوا مع العناصر الأخرى من يهود ومسيحيين وتقاليد ممارسة الشعائر الإسلامية من صلاة وصوم وزكاة وأداء للمناسك مثل فريضة الحج وغيرها من الأسئلة التي قد لا تطرح نفسها بشكل مباشر في إطار صياغة موضوعية وعادلة وتنتهي الدراسة بملاحق خاصة بالدراسة من الآت للري ومساح للأرض ومجموعة من الخرائط فضلا عن خاتمة بأهم ما توصلت له الدراسة مثل حقيقة أن التدجن لم ينشأ مصادفة ولم يكن أمر عابر أو سريع الزوال بل نشأ نتيجة ضغوط سياسية وأمور دينية.