وصف الكتاب:
"إثمي مثتجير معاطي الحدق.. بحب ربنا وماما وبابا وعندي تلت ثنين ونث" - شطووووور يا مُستجير. قالتها أمي وهي تنظرُ لي بفخرٍ وأنا أردد كالببغاء هذا الكلام ردًّا على سؤال عمتي تفيدة التي تُكرره في كل زيارةٍ وهي تضمني لصدرِها وترفعني في الهواء كأنني قِط مسكينٌ ألقاه القَدرُ بين يديْها فأقسمت ألا تتركه إلا وهو منقطع الأنفاس يلعن دنياه. حاولتُ الانزلاق من بين يديْها فأحكمتْ قبضتَها وهي تُهدهدني وتدفسني في حِجرها، وتقول: - فين سنانك يا بطة.. أكلتها القطة.. يا خواتي صغنن عين أمه. ضاقتْ بي كل سبل الهرب منها وتسللتُ إلى أنفي رائحة عَرقها الممتزج بـ"كلونيا خمس خمسات" فاعترض جهازي التنفسي وكدت أفقد الوعي فكممتُ أنفي بيدي، وقلتُ: - إيه القرف ده.. ريحتك معفنة قوي يا عمتو! انتفضت وشهقت وألقتني على الأرض قبل أن تتدخل أمي وتخلع "شبشبها الأخضر" وتنهال على لحمي بلسعاتٍ أفقدتني صوابي، وهي تصرخ: - يا قليل الأدب.. والله لأقول لأبوك لما يصحى. سقطتُ في بحرٍ من البكاء والنهنهة حتى طفحتْ السوائل من فتحات أنفي، وقلت: - مش إنتي إمبارح كنتي بتقولي لبابا "أختك تفيدة ريحتها وحشة ومبتستحماش"!!! تسمَّرت النظراتُ وتوقفت الكلماتُ فشعرت أننا جميعًا في مأزق، ولكني حقا لم أكذب، فقد سمعتُ أمي عندما قالت لأبي بالأمس: "أختك تفيدة ريحتها وحشة ومبتستحماش"، فضحك وقال لها: "الله يرحم أبوكي الجزمجي اللي كان شرابه مقطوع".