وصف الكتاب:
إن أمن أمريكا الامبريالى الذى تحاول نشره فى العالم يتمثل فى فرض العقائد الاستراتيجية والعسكرية والدينية بغض النظر عن السياسة الداخلية لأى دولة تحاول أمريكا فرض هيمنتها عليها وقامت على خلق خرافة الشرق الأوسط الجديد و"شيطنة الإسلام". وأشار العيوطى إلى أن هذا الفكر يتعايش داخل العقلية الأمريكية منذ أن روج لها نظام بوش الابن بتأييد من اليمين المتطرف والكونجرس مدعوما بحركة تبشيرية "غوغائية" ترى فى العروبة والإسلام "شياطين" تهدد ما تصفه أمريكا "محاولات تغيير طريقتنا فى الحياة". وكشف خبير القانون الدولى أنه ليس للمادة51 من مواد ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بحق الدفاع عن النفس معنى جغرافى محدد أى أن السيادات القومية للدول أصبحت فى نظر الاستراتيجية الأمريكية الحاضرة أمرا متعبا يجب تقليصه فى ظروف أى حادث إرهابى وذلك فى إطار ما يسمى بقانون الوطنية الأمريكى الذى سن على عجل فى أكتوبر عام2001 مؤكدا أن الدستور الأمريكى يعد وثيقة إدانة لأمريكا فى يد العرب والمسلمين خاصة أنه يجرم المعاملة اللاإنسانية والقاسية والمحطة بالكرامة. وتوقع العيوطى فشل أمريكا فيما يسمى بالأمن الامبريالى، وأرجع الأسباب إلى ضيق الشعب الأمريكى نتيجة إنفاق 6 مليارات دولار كل شهر على حربى العراق وأفغانستان ومقتل آلاف الجنود فى الحربين، كما أن هناك عوامل خارجية ستؤدى إلى فشل الولايات المتحدة حسبما يريد العيوطى وتتمثل فى التباعد المتزايد من قبل فرنسا والمانيا عن أمريكا، أضف إلى ذلك تعزيز روسيا والصين والهند لمصالحها فى العالم. واستطرد قائلا إن الصورة التى نقلتها أمريكا عن الإسلام والمسلمين والتى كانت تروج من خلالها إلى أن "كل مسلم إرهابى" رسمت صورة مغايرة للواقع فى ذهن المواطن الأمريكى والغربى وأدت إلى التعاطف الشديد مع الصهيونية فى البلاد الأوروبية، وأصابت الإسلام بالجمود، وصورت المساجد وكأنها، مأوى للإرهابيين، ونقلت صورة خاطئة عن الشريعة الإسلامية، وجعل أعداء الإسلام (التبشيريين والمحافظين الجدد من الجمهوريين والصهاينة) من بعض الألفاظ الإسلامية البريئة معجما للشر ونذيرا بنوايا إرهابية ومن بين هذه الكلمات التى أشار إليها العيوطى الله أكبر، المدرسة، الإمام، الخليفة، الشريعة، الشهيد، الحجاب، الجهاد، الانتفاضة، وصورة الهلال، والكتابة باللغة العربية. وأردف العيوطى قائلا: إن الامبريالية الأمريكية قامت على الكذب من خلال حروب قامت على أسس أن الغاية تبرر الوسيلة (قامت إدارة الأمن القومى بوضعها تحت إشراف قيادات من الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد")، والتصنت على مكالمات المواطنين الأمريكيين خوفا من أى اتصالات مع عناصر من تنظيم القاعدة، اختطاف مواطنين أجانب من شوارع مدن العالم وترحيلهم إلى المعتقلات وتعذيبهم، استخدام الرئيس الأمريكى صلاحيات لا تتوافق مع الدستور الأمريكى، عدم الاعتراف بتطبيق مواثيق جينيف 1949 واستبدالها بأخرى دولية، ادعاء الحرب على الإرهاب والتى أعقبها التعذيب فى جوانتانامو وأبو غريب وبجرام أفغانستان، وإشاعة الخوف من العرب والمسلمين فى الخارج والداخل، ومنع الزكاة فى أمريكا، وتحريم تصدير المصاحف إليها، خلق خرافة الشرق الأوسط الجديد و"شيطنة الإسلام"، ووضع المخبرين فى المساجد الأمريكية، توسيع ميادين الحرب فى الدول العربية فى السودان واليمن والصومال، ومحاولات قلب نظام الحكم فى الدول الإسلامية. وتطرق العيوطى فى كتابه إلى انحسار المد الأمريكى وقال إن لغة إدارة أوباما والإعلام الأمريكى لا تدعان مجالا للشك فى انحسار المد الأمريكى ويظهر ذلك جليا من الحديث عن حرب أفغانستان والعراق، كما أن المد العسكرى الذى طال كلا من إيران وسوريا واليمن والسودان والصومال حيث طال بذلك مساحات جغرافية واسعة لم تستطع أمريكا الصمود فى تلك الأماكن، وقد وصف أحد كبار المفكرين الأمريكيين بمؤسسة "The New American Foundation" بيتر رينارت المهام العسكرية التى تتطلبها كل هذه المساحة الشاسعة من الجانب الأمريكى بأنها "المهام المجنونة" حيث أرجع هذا التوصيف إلى عدم قدرة القوات العسكرية الأمريكية على النصر فى أى من هذه الميادين، وبالتالى يكون السقوط الأمريكى قادم لا محالة.