وصف الكتاب:
نبذة الناشر: لا أغالي كثيراً إذا قلت إن رحلتي مع فن الخط العربي هي رحلة العمر كله.. أحببته طفلاً في كتاب القرية بالمسلمية شرقية.. وواصلت تعلمه في المدرسة الأولية ثم التحضيرية بالزقازيق, وأنتقلت صبياً إلي القاهرة لألتحق بمدرسة المعلمين وأرشدني مدرس الخط إلي طريقة الألتحاق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية. أمضيت أربع سنوات في التحصيل علي يد الرواد الأوائل من أساتذة الخط, وكنت أسهر الليالي أكتب وأكتب, وفي النهار أكاد ألتهم بعيني كل ما أراه من خط جميل في كل مكان بالقاهرة إلي أن تكلل جهدي بالفوز بجائزة الملك فاروق التي ينالها أول الدبلوم, ثم حصلت بعد سنتين علي دبلوم التخصص والتذهيب سنة 1941م. عملت فترة بالتدريس ثم خطاطاً بمكتب النائب العام, وراودني حلم قديم بحثاً عن الثقافة في مجال أوسع, وبدأت بدراسة اللغة الإنجليزية لأحصل علي الأبتدائية من المنازل وأفوز بالترتيب الأول سنة 1942.. ثم واصلت المسيرة نحو شهادتي الثقافة والتوجيهية إلي جنباً إلي جنب مع العمل الصباحي الحكومي والمسائي في كثير من الصحف والمجلات.. ولقد رحبت بي صاحبة الجلالة في شخص المرحوم الأستاذ جلال الدين الحمامصي الذي لاحظ منذ أول "مانشيت" كتبته في جريدة الكتلة ما حباني به الله من ميزات في الخط الصحفي: السرعة والتحكم في الأبعاد والجودة, وسرت معه في رحلة بعد ذلك إلي جريدة "الأسبوع" ثم الأساس, وبعد رئاسة لتحرير "الزمان" سنة 1947 طلب مني التفرغ صباحاً ومساءً لرئاسة قسم الخط, وبادرت دون تردد بالأستقالة من العمل الحكومي الذي رفض التصريح لي بالألتحاق بالجامعة, بينما وجدت كل تشجيع من رئيس تحرير "الزمان" والتحقت بكلية التجارة – شعبة المحاسبة – جامعة فؤاد الأول وتخرجت سنة 1952 بعد نجاح متواصل. قامت ثورة يوليو فعملت بمجلة التحرير قبل أن تصدر جريدة الجمهورية برئاسة المرحوم الأستاذ حسين فهمي الذي رشحني رئيساً لقسم الخط وعندما أنتقل رئيساً لجريدة "الشعب" أضاف لي العمل بسكرتارية التحرير الفنية, كما رأست القسم الفني للإعلان بها, وعدت مرة أخري للجمهورية بعد أندماج "الشعب" بها, وصدر قرار بتعييني نائباً لمدير التحرير سنة 1972, وأنتدبت لمؤسسة الصحافة الليبية سنة 1973 حيث حاولت التخلص من تجاوزات الخط الصحفي والرجوع إلي الأصالة.. فساهمت في إنشاء معهد ابن مقلة للخط والتدريس به وكتبت مصحفاً بالقراءة المغربية وسافرت مرتين إلي لندن لكتابة اللوحات الخطية لفيلمي الرسالة وعمر المختار, وعدت للوطن سنة 1984 بعد خمس سنوات من إحالتي للمعاش في "الجمهورية" لأنجز في فن الخط العربي ما لم أنجزه في شبابي.. كتبت المصحف للمرة الثانية وتقدمت للمسابقات الدولية لفن الخط بأستانبول وفزت بثلاث جوائز وكتبت خطي النسخ والديواني للكمبيوتر, وهأنذا أبدأ إصدار كراسات "فن الخط العربي للجميع" لعلي أسهم في أزدهار هذا الفن من جديد في بلادي, والقضاء علي موجة الخط الهابط التي أنتشرت هذه الأيام.. والله الموفق.