وصف الكتاب:
هذا الكتاب في حقيقته مجرد محازلو لتخطي المرحلة التي وقفت عندها الدراسات العربية السابقة في الخبر الصحفي.. حيث اكتفى المؤلف بنقل المفاهيم الغربية للخبر الصحفي ثم اجتهد في شرحها وتفسيرها.. ونسى أن هذه المفاهيم لا تعكس سوى واقع الصحافة في المجتمعات المتقدمة... وهي بالضرورة ليست صالحة للمجتمعات النامية. ومن يتصدى اليوم لدراسة فن الخبر الصحفي لا بد وأن يضع في اعتباره الطبيعة الخاصة للصحافة في المجتمعات النامية. ولم يعد يكفي اليوم أن نتساءل: هل يمكن أن يكون هناك مفهوم خاص للخبر في المجتمعات النامية؟ وإنما علينا نحن أن نحاول صياغة هذا المفهوم الخاص للخبر والذي يلبي احتياجات الصحافة في المجتمعات النامية. وباختصار فهذا هو الهدف الذي تطمح هذه الدراسة إلى تحقيقه.. أي الوصول إلى صياغة علمية جديدة لأصول وقواعد –ولا نقول قوانين- فن الخبر الصحفي في المجتمعات النامية. وتقوم هذه الدراسة على أساس إجراء نوعيم من المقارنة: النوع الأول: المقارنة بين الخبر الصحفي في الصحف المحافظة من ناحية بين الخبر في الصحف الشعبية من ناحية ثانية ثم بينهما وبين الخبر في الصحف المعتدلة من ناحية ثالثة.. وهدف هذه المقارنة هو اكتشاف نواحي الاتفاق ونواحي الاختلاف بين الخبر الصحفي في هذه الصحف... وإدراك مدى انعكاس الشخصية الصحفية للصحيفة على الخبر المنشور بها. إذ يفترض المؤلف أن لكل صحيفة شخصية تميزها عن غيرها من الصحف.. تماماً كما أن لكل فرد شخصيته المتميزة ولكل أمة شخصيتها القومية الخاصة. وشخصية الصحيفة تحددها سياستها التحريرية من جهة.. وجمهور القراء الذي تخاطبه من جهة ثانية.. وأسلوب إخراجها الفني من جهة ثالثة. النوع الثاني: المقارنة بين الخبر الصحفي في الصحف التي تصدر في المجتمعات المتقدمة من ناحية وبين الخبر الصحفي في الصحف التي تصدر في المجتمعات النامية من ناحية ثانية. وهدف هذه المقارنة هو اكتشاف نواحي الاتفاق ونواحي الاختلاف بين الخبر الصحفي في هذه الصحف التي تصدر في المجتمعات النامية من ناحية ثانية. وهدف هذه المقارنة هو اكتشاف نواحي الاتفاق ونواحي الاختلاف بين الخبر الصحفي في هذه الصحف... وإدراك مدى انعكاس الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي ودرجة التقدم الحضاري في المجتمع الذي تصدر فيه الصحيفة على الخبر المنشور بها. وبشكل عام تنطلق الدراسة من إطار اجتماعي اقتصادي سياسي ثقافي حضاري يقوم على أساس استخدام المنهجين العلميين التاليين: أولاً: المنهج التاريخي: وذلك لصلاحيته لرصد نشأة الخبر الصحفي وتطوره.. ولمتابعة مفاهيم الخبر الصحفي المتعددة وارتباط ذلك باختلاف الظروف التاريخية لكل مجتمع من ناحية.. وباختلاف الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي لهذا المجتمع من ناحية ثانية. ثانياً: منهج تحليل المضمون: وذلك لأن هذا المنهج يتيح لنا إمكانية اخضاع عناصر الخبر الصحفي وأنواعه ومصادره وتغطيته الصحفية وطرق كتابته للوصف المنهجي الكمي والكيفي.. وهو أيضاً يتيح لنا إمكانية التنبؤ العلمي بحيث يمكن اختيار فروض معينة لاختيارها علمياً.