وصف الكتاب:
عندما نتحدث عن الفكر فاننا نتحدث عن سمات وخصائص ونوع وموضوع وفائدة هذا الفكر ، وعندما نتحدث عن المنهج فاننا نتحدث عن خطوات وفوائد وآليات تحقيق هذا الفكر وهذا المنهج ، وهذه الدراسة جمعت بين أنماط التفكير والمناهج والرؤى التى قدمها أشهر مفكرى العرب فى العصر الحديث وأهم الموضوعات والقضايا الفلسفية والكلامية التى شغلت تفكيرهم وواقعهم مثل :المعرفة والعلم ،الأخلاق والسياسة ، الغزو الثقافى والوعى ، فلسفة التوحيد والعدل ، الارادة والفعل ،الايمان والقدر ، الخير والشر، الامامة والحكم ، مناهج الاصلاح والتغيير ، الحرية والتقدم ، التفسير والتأويل ، السلفية والمعاصرة ، والعلاقة بين العلم والدين وغيرها . - إن عالمنا العربى الآن يعيش ثورة حقيقية من أجل التغيير والتقدم وبناء المجتمع الفاضل الذى تمناه الفلاسفة والعلماء ورجال السياسة والحكم ورواد الاصلاح والتغيير منذ زمن طويل ، فقد تعالت الأصوات وتحركت الشعوب من أجل الحرية والتقدم ، رافضة لكل شكل من أشكال الظلم والقهر والفساد والجهل والاستعباد ، منادية بالإصلاح والديمقراطية وحرية الرأى والتعليم والعدالة الاجتماعية ، وهو نفس ما نادى به ووضع أسسه رجال الأصلاح الأوائل الذين قدمتهم هذه الدراسه ، وكان فى مقدمتهم الإمام محمد بن عبد الوهاب ، مؤسس الدعوة السلفية التى انتشرت فى جميع أنحاء العالم ، - ثم رفاعة الطهطاوى صاحب الدور التنويرى والدعوة للتقدم والأخذ بأسباب العلم والمدنية الحديثة ، ثم جمال الدين الأفغانى مؤسس الوعى السياسى العربى القائم على توسيع المدارك وتثقيف العقول ، ثم الإمام محمد عبده صاحب الرؤية التجديدية فى التعليم ، والتأويل والتفسير من أجل التطبيق الأمثل لقواعد العلم والدين . ثم عبد الرحمن الكواكبى صاحب منهج الاصلاح الاجتماعى القائم على إصلاح وتهذيب الخلق وتقويم السلوك والقضاء على أسباب التخلف الاقتصادى والاجتماعى فى العالم العربى ، ثم استاذ الجيل وفيلسوف الحرية والعدالة أحمد لطفى السيد صاحب الرؤية المستقبلية ، ثم الامام عبد الحميد بن باديس أشهر مفكرى العرب فى الشمال الإفريقى فى العصر الحديث ، ثم الفيلسوف المصرى المتأدب عباس محمود العقاد الذى كان له دوره الرائع فى التنبيه على أهمية التثقيف الفلسفى للعقل العربى ، - وهكذا كانت ثورات الربيع العربى فى بداية القرن الحادى والعشرين استجابة متأخرة لنداءات رجال الإصلاح ورواد الفكر العربى الحديث الذين قدموا مناهج وأفكار اصلاحية وتنويرية كان لها دورها فى يقظة الشعوب العربية وتوحد إرادتهم السياسية وأفكارهم وأهدافهم حتى تشابهت ثوراتهم واتحدت إرادتهم وأهدافهم -