وصف الكتاب:
لقد كانت الجغرافيا هى منطلقه الأول الى رحاب العلوم الواسعة فقد أولع بهذا العلم وهو فى المدرسة الثانوية واكتشف استعداده الفطرى وحبه لهذا العلم وقد لازمه طوال حياته فكانت الجغرافيا بالنسبة له علم خالد من الأزل وخالد لأنه حتمى لامفر منه ولابديل عنه وأصبحت عنده قمة علوم الثقافة بل وعلم الثقافة الأول مثلما هى أم وسيدة العلوم الاجتماعية دون منازع فهى لا تقل جدوى عن العلوم الطبيعية على حد قوله. وقد انطلق جمال حمدان فى أعماله العلمية من بديهة ذات ثلاث شعب.. الخلق والابتكار والتجديد وكان يؤمن بأن الموهبة فى العلم هى المدخل الى كل جديد فيه وأن هذه الموهبة العلمية لاتعيش فى فراغ ولاتبذغ من العدم وإنما غذاؤها وخبزها اليومى هو القراءة والتفكير وأن هناك ثمة علاقة طردية بين أطراف هذه الثلاثية: الموهبة والقراءة والتفكير، وأن محصلتها النهائية هى التقدم العلمى والرقى الحضارى. وقد أوردنا فى هذا الكتاب عدة فصول من مؤلفاته التى فيها علم الجغرافيا بالبحث والاستقراء والتى تدلل على تطور فكره الجغرافى وواعه بهذا العلم وسعيه الى الارتقاء بطرائق تفكيره وشرحها لعامة القراء والباحثين. وقد ختمنا بمقطوعات مأخوذة من مذكراته الخاصة التى تناولت الجغرافيا من منظور فكرى متطور وبأسلوب سهل ممتع..