وصف الكتاب:
في البدء قدمنا مثالًا على الخطاب الفلسفي الممنطق لفيلسوف وجودي كبير انتصر للفكر أو التراث العربي، ووازن بين معطيات العلم ودور الدين، فصاغ نظرية فلسفية عربية رائدة كان النهل من التراث منطلقها، والإفادة من معطيات العلوم العربية من أسسها، واحترام مبادئ الدين عمادها، ثم الانتقال إلى شاعر أسهم في الثقافة المصرية بدور كبير عبر العديد من القاصئد الوطنية والغزلية، امتاز شعره بالرقة واللين وبساطة التركيب وهو الشاعر فاروق جويدة. ولأن الكلمات تمثل عالمًا يتكون من الاختلاف والتشابه، وتمثل أيضًا سعيًا نحو استخلاص مبادئ في عالم متغير، طمحنا إلى استجلاء معطيات خطاب ملغز وشاق وهو الخطاب الرمزي لشعراء العشق الإلهي.. هناك في رباطات وزوايا الشيوخ ينتج خطاب آخر، يبتعد عن السلطة والإعلامية، يكشف عن عبقرية اللغة وروعة الأداء، في ذلك وقفنا على ديوان العشق مذهبي للشاعر الأزهري أحمد اسماعيل وهو يمدح شيخه صلاح الدين التجاني الحسني رضي الله عنه، وصولًا لاستجلاء الجملة الشعرية وبراعة تركيبها، وعنايتها الكبرى بدنيا المثل والأخلاق الفاضلة. ثم - وفي النهاية - العرض للخطاب الملحمي بالتحليل وطريقة البناء، وهو مدخل لك يسبق إليه، عبر التدليل بدرة أعمال أديب العربية الأشهر نجيب محفوظ، والذي عرضنا لخطابه بالتحليل ثم الكشف عن أثر البنية التركيبية الثابتة في صوغ خطابه وأفق التلقي، أما عن الكتاب إجمالًا فهو تتمة لثلاثة أعمال لغوية تم إصدارها اهتمت بعالم الإبداع والمبدعين تحليلًا للخطاب، ورصدًا للظواهر اللغوية، عرض الأول منها للنمط اللغوي الثابت في لغة نجيب محفوظ، واهتم الثاني بتحليل الخطاب السياسي في لغة الأستاذ محمود شاكر، أما الأخير فهو الذي شرف بأن يكون بين يدي القارئ الكريم.