وصف الكتاب:
نبذة المؤلف: لكل كتاب قصة كما يقولون، وقصتي مع هذا الكتاب قد بدأت منذ نحو ربع قرن من الزمان إبان كنت أخطو خطواتي الأولى في دنيا التدريس كطالب في إحدى كليات التربية، أتدرب على التدريس في المدارس. ولم أجد في المقررات التربوية التي كنت أدرسها في ذلك الحين- بما في ذلك مقررات طرائق التدريس- ما يقشع عن ذهني تلك الصورة الضبابية. أعترف أنني كنت ألجأ من حين لآخر، وعلى عجالة، إلى بعض الأدبيات التربوية، في ذلك المجال بحثاً عن معنى واضح لهذا المفهوم، إلا أن الأمر كان يزداد غموضاً في بعض الأحيان. وذات يوم لا أذكر تاريخه على وجه التحديد، شعرت أنني لابد أن أخرج من شرنقة الغموض هذه ثم جاءت لحظة الإستنفار، فتوكلت على الله، وعقد العزم وشحذت الهمة، واعتبرت أن قضية البحث عن معنى التدريس- قضيتي الأساسية- وكان قلبت آلاف الصفحات في الأدب التربوي في أصول التدريس، وقضيت مئات الساعات ناقداً ومحللاً لمضمونها. وأخيراً جاءت لحظة المخاض، وولد مفهومي عن التدريس وأحسبه مفهوماً جديداً نسبياً على الأدب التربوي الحالي، وعليه رأيت أن أسجل تجربتي للتوصل لهذا المفهوم من خلال هذا الكتاب، كما رأيت أن يتضمن الكتاب قرائتين إثرائيتين لعلهما يلقيان مزيداً من الضوء حول معنى ذلك المفهوم وعلاقته بالمفاهيم التربوية الأخرى من جانب، وحول بعض القضايا الفلسفية ذات العلاقة به من جانب أخر. وننوه أن هذا الكتاب يمثل الحلقة الأولى من سلسلة كتب أخرى ننوي- إن شاء الله- إصدارها في مجال أصول التدريس كما ننوه أن هذا الكتاب موجه إلى كل المهتمين بعملية التدريس من معلمين وباحثين ومفكرين ومنظرين في مجال أصول التدريس.