وصف الكتاب:
نبذة المؤلف: كان موضوع كتابي: «اللغة العربية ومبناها» دراسة نظرية قوامها منهج لتناول نظام اللغة العربية في صورته الشاملة من طريق وصف فروعه الصوتية والصرية والنحوية وصفاً يكشف عن تفاصيلها وتكافلها وعطاء كل منها في سبيل الكشف عن المعنى النحوي للوصول إلى الإفادة. وكان من نتائج هذه الدراسة تقسيم جديد للكلم يقوم على فروق في المعنى والمبنى بين كل قسم وبقية الأقسام ثم تفريق بين مفهوم الصيغة الصرفية والميزان الصرفي ونسبة معاني عامة إلى الصيغ يتضح من خلالها جزء من المعنى النحوي في نطاق الجملة ثم إنشاء مبدأ نظري ينبنى على تعدد المعنى الوظيفي لحروف المعاني والأدواتب والضمائر والمعنى المعجمي للمفردات فلا يتضح المقصود بالحرف أو الأداة أو الكلمة المفردة إلا بعد وضعها في بيئتها من التركب. ثم توسيع النظرة إلى فكرة النقل بعد أن حصر النحاه القول فيها في بابي العلم والتمييز فكان من ثمرات هذا التوسيع الكشف عن الطابع المرن بل الاقتصادي لنظام اللغة الذي يصل بالقليل من العناصر اللفظية إلى ما لاحصر له من المعاني بواسطة نقل العنصر من أحد أقسام الكلم إلى استعمال القسم الآخر (مثال ذلك نقل من وما وأي من الموصلية إلى الشرط والاستفهام) وقد بنى علم البيان على مبدأ النقل فكرة المجاز بفروعه المختلفة. وكان مما قرأته من نقد أن النظرية لا تصدق إلا من خلال التطبيق فكان ذلك حافزاً لي على محاولة التطبيق وكانت النتيجة هذه الخلاصة النحوية: سيدي القارئ إن هذه الخلاصة لم يقصد بها أن تكون متنا من متون النحو التي تعز على الحصر وإنما اريد لها أن تحقق الأمور التالية: أن تكون تطبيقا للدراسة النظرة المشار إليها وذلك بإبراز تضافر القرائن على بيان المعنى، أن تكون مركزة تركيزاَ شديداً بحيث تخلو من إيراد الشواهد إلا في أضيق الحدود، أن تلجأ إلى نوع جديد من عرض حقائق النحو عن طريق الأشكال الإيضاحية المعينة على تصور العلاقات بين الأحكام، أن تكون مبنية على أنواع الجمل للوصول من داخلها إلى أبواب المفردات طمعا في أن يكون ذكل أكثر كشفاً عن الأساليب النحوية، اشتملت أمثلة القواعد في هذه الخلاصة على لفظ «زيد» و «عمرو» في معظم الحالات وجعلت ذلك موازياً لما في علوم الرياضة من رمزي «س» و «ص» فالمهم هو المثال أما أناقة العبارة فتلتمس في الشواهد لا في الأمثلة.