وصف الكتاب:
يتناول الكتاب بالشرح والتحليل أهم الخاصيات الجمالية للكون الشعري في أفقه الحداثي من المنظور الآدونيسي ثم العودة بتلك المبادئ والنتوءات النظرية إلى أصولها الصوفية والرمزية والسريالية. وإذا كانت الدراسات السابقة للنظرية الآدونيسية قد عملت على عزل نظريته الشعرية عن تلك المقولات النقدية في طابعها المنهجي المنظم، فإن هذا الجهد ينطلق من أغلوطة هذا الفصل ليؤسس مبادئ نقدية جديدة تتآخى فيها النظرية الشعرية والمنهج النقدي، وذلك من أجل تخطى الفجوة القائمة بينهما. كما يهدف هذا الجهد إلى جمع شتات تلك المبادئ النظرية التي قامت عليها الشعرية والرؤيا الشعرية عند أدونيس وتوصيفها توصيفًا نقديًا يجعل منها أفقًا خصبًا، يتيح للقارئ أو المتلقي التطفل على رحيق الشعرية الحداثية في طابعها النظري، يضاف إلى ذلك أن أنموذج التجربة الشعرية الحداثية لا يمكن الوصول إلى قممه الجمالية وأهراماته السحرية إلا من خلال دراسة النظرية الشعرية الحداثية في أفقها الآدونيسي، ما دامت الأدونيسية تمثل فصيلة شعرية حداثية تختزل كل الفصائل الحداثية الأخرى. ولتحقيق مثل هذه الأهداف آثرنا عنونت كتابنا هذا بـ:« آليات الشعرية الحداثية عند أدونيس، دراسة في المنطلقات والأصول والمفاهيم». ومن الدال جدًّا أن نشير في هذا السياق إلى أن الدراسات السابقة لم تنظر إلى النظرية الأدونيسية من المنظور الذي حددناه في ثنايا هذا الكتاب إيمانًا منا أن الحركة النقدية في صورتها المنهجية لا يمكن أن تجد موقعها الصحيح ضمن إحداثيات هذه الخرائط النقدية الجديدة، إلا بالعودة إلى استراتيجيات التنظير الشعري وما يعج به من مبادئ نظرية تنطق بجماليات المنجز النصي، فمثلما تنبعث الورود من التراب، فبإمكان التأسيس النقدي الصحيح أن ينبعث هو الآخر من رحم النظرية الشعرية، وتبقى الورود هي غير التراب والنقد هو غير النظرية الشعرية. وبعد مد وجزر كبيرين في رحاب النظرية الشعرية الأدونيسية، عملنا على جمع شتات تأملاته النظرية في خطة منهجية، كان إلزامًا علينا تقسيمها إلى بابين صدرناهما بتمهيد وقفيناهما بخاتمة. تعرضنا في التمهيد إلى منطلقات أدونيس في التأسيس لإستراتيجية الشعرية، وذلك من خلال موقفه من النقد والنقاد وموقفه من الشعرية الشفوية ونقده للثابت في القصيدة العربية في صورتها التراثية.