وصف الكتاب:
هذا الكتاب فى اعتقادى أن بوابة الاصلاح الشامل فى مصر هى الصحافة الحرة والمستقلة وبنفس الدرجة الصحافة المسئولة وفى هذا وحوله ثار جدل واسع وصل الى قناعة البعض بانتفاء وجود الصحافة المستقلة فى مصر والعالم وربما تأثر أنصار هذا الاتجاه بالواقع الصحفى المتأزم فى مصر والعالم العربى ذلك أن اغلا استقلال الصحفى يتحقق بانتفاء التبعية المالية والقانونية والرقابية والسياسية بما يجعل السياسة التحريرية هى المؤثر الوحيد فى صياغة الرسالة الصحفية فالصحفى المستقل لا يعطى بالا إلا للسياسة التحريرية التى تصاغ فى المجتمعات الديمقراطية استجابة لاهتمامات الرأى العام صاحب القول الفصل فى تحديد ماذا ينشر وكيف ينشر . أما أن يعمل الصحفى إرضاء للحكومة أو الحزب أو لمالك الصحيفة أو رئيس تحريرها أو إشباعا لاهتماماته الخاصة أو انتقاما من خصومه أو محاباة لأصدقائه فهو فى الواقع بمنأى عن الاستقلال الصحفى . على هذا النحو فإن أعلى درجات الحرية والاستقلال تعنى أعلى درجات الالتزام والموضوعية التى تمليها غيرة الصحفى لتحقيق الصالح العام وهى غيرة نابعة من ضمير حى ومؤمن برسالته فى سيادة قيم الحق والعدل والمساواة والاستقامة والشفافية ومقاومة ما عداها . هذا الكتاب فى مجمله ليس إلا محاولة لمعالجة قضايا الصحافة فى ذاتها وفى علاقتها بالسياسة والمجتمع حيث تكتمل دوائر التأثير فالعمل الصحفى فى ذاته سياسة وهذه لاتوجد بمعزل عن الصحافة وكلاهما صورة مصغرة لطبيعة المجتمع وثقافته ودرجة نضجه أوتخلفه وقد حاول المؤلف فى كل ما صدر عنه من آراء احتواها هذا الكتاب أن يكون مستقلا