وصف الكتاب:
والكلمة أو العبارة التي يقرأها القارئ أو يسمعها السامع يشارك في تحديد معناها محددات كثيرة أولها تكوين الكلمة الصوتي ونوع حروفها وصفات هذه الحـــروف وترتيبها في نسق معين وطريقة نطق الكلمة بنغمة معينة، وكذلك العبارة أو الجملة تتأثر بالتنغيم وهذه كلها جوانب صوتية لها علاقة بالمعنى. ثانيها حالـــة الكلمــة الصرفية أهي اسم أم فعل؟ مجردة أم مزيدة؟ ومانوع الزيادة فيها؟ وغير ذلك مما يدرسه علم الصرف وله صلة بالمعنى. وثالثها علاقة الكلمة مع أخواتهــا فـي السياق اللغوي؛ لأن السياق يتألف من الكلمات التي تكون الجمل وعليه لابد من مراعاة القوانيين التي تضبط ذلك مثل ترتيب الكلمة في السياق المعني وهو مايقوم به علم النحو الذي يتحكم في صحة الكلام واستقامته. هذه المحددات الصوتية والصرفية والنحوية تشترك في تحديد معنى الكلام ولا يمكن الفصل بينها فهي مترابطة ترابطاً وثيقاً فإذا تخلف أحدها أدى ذلك إلى خلل في المعنى. - وهناك محددات أخرى لا تتعلق بالصوت أو الصرف أو النحو ولكنها تشارك في تحديد المعنى وهي عبارة عن وسائل اتبعها المعجميون في شرح دلالات الألفاظ، مثل وضع الكلمة في حقل دلالي معين أو شرح معنى الكلمة بتقديم تعريف مختصر لها، أو شرح الكلمة عن طريق التحليل والاستشهاد أو توضيح معنى الكلمة بالرجوع إلى العلاقات بين الكلمات كعلاقة الاشتقاق أو الضدية أو الترادف وغيرها من الأساليب المتبعة في تحديد معاني الكلمات. وعند النظر في معاجم اللغة العربية القديمة سواء أكانت معاجم ألفاظ أو معاجم معاني نجدها اهتمت بالمعنى وشرحته بطرائق كثيرة. - تناولت في هذا الكتاب تلك المحددات والكشف عنها في المعاجم العربية القديمة مثل معجم (العين) للفراهيدي ومعجم (جمهرة اللغة) لابن دريد وغيرها. ثم تحدثت عن معجم (مقاييس اللغة) لابن فارس مبينا منهجه والغــــرض من تأليفه وطبقت على معجمه محددات المعنى التي وقفت عليها في المعجم العربي القديم.