وصف الكتاب:
ارتبط التفكير الفلسفى منذ بدايته بالدين وتوثقت العلاقات بينهما حتى ان بعض المذاهب لا يمكن تصنيفها ضمن المذاهب الدينية او المذاهب الفلسفية بشكل كامل بل تجمع بين الاثنين ومن اكثر الفترات فى التاريخ الفلسفى هو العصر الوسيط ومن اهم المذاهب التى اثرت على الفلاسفة هذه الفترة هو مذهب الافلاطونية المحدثة تتكوّن الدراسة من أربعة فصول تسبقها مقدمة و تلحقها خاتمة ، بالإضافة إلى ثبتٍ بأهم المصطلحات الواردة في البحث ، و قائمةٍ بالمراجع العربية و الأجنبية المطبوعة و الإلكترونية ، الفصل الأول بعنوان : الأفلاطونية المحدثة و كيفية انتقالها إلى الفكر اللاهوتي اليهودي في الأندلس في العصور الوسطى ، و هو يجيب عن الأسئلة الثلاثة الأولى ، حيث يعرّف بالأفلاطونية المحدثة و يعرض نماذج لأهم المفكرين الذين يمثّلونها منذ بدايتها ، ثم يتناول كيفية انتقالها للفكر اليهودي الأندلسي من خلال حركة الترجمة و نقل العلوم ، و التي شارك فيها اليهود بنصيبٍ وافرٍ . أما الفصل الثاني فهو بعنوان الفكر اليهودي في الأندلس في العصور الوسطى ، و هو يجيب عن السؤال الرابع ، فيعرّف بالأندلس و كيف كان الفتح العربي لها ، و كيف كان للتسامح الاسلامي فيها أثر كبير في تحويلها لمنطقة جذب للأجناس المختلفة و منهم اليهود ، الذين نعموا فيها بحياةٍ هانئةٍ و حريةٍ غير مسبوقةٍ بالنسبة لهم ، أتاحا لهم التبادل الثقافي و اللغوي و الفكري و العلمي و الفلسفي مع العرب المسلمين ، فأخذوا عنهم و أضافوا لما أخذوه الكثير و كانت لهم عليه بصمات واضحةً مميّزةً . أما الفصلان الثالث و الرابع فيعرضان لثلاث شخصيات تتناولها الدراسة كنماذجٍ ممثّلةٍ للفكر اليهودي الأندلسي في العصور الوسطى ، و بالتحديد في القرنين الحادي عشر و الثاني عشر الميلاديين ، فيتناول الفصل الثالث شخصيتيّ يوسف بن يعقوب ابن صدّيق و إبراهام بار هييا ، من حيث فلسفتهما و أهم أفكارهما و أعمالهما ، و شهرة أولهما كشاعرٍ إلى جانب كونه فيلسوفًا ، بينما يشتهر الثاني كعالمٍ فلكيٍ و رياضيٍ و مترجمٍ لأعمالٍ عديدةٍ مهمةٍ ، بالإضافة لكونه رجل دولة حيث احتل منصبًا مهمًا فيها . أما جوداها هاليفي الذي يتناوله الفصل الرابع فهو من أهم فلاسفة و شعراء اليهود و أشهرهم ، و أفكاره و فلسفته و أشعاره شديدة الحماس لدينه و الاعتزاز به و بالأراضي المقدسة في القدس ، و رحلته إليها في أواخر أيامه ، و كتابه الأشهر ” الخزري ” أو ” الرد و الدليل في نصرة الدين الذليل ” ، و الذي ألّفه قبل هذه الرحلة مباشرةً ، كلها كان و لا زال و سيظل لها عظيم الأثر في الفكر و الفلسفة اليهودية