الحداثة والهولوكوست
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
العتاب فقط على مدارات في هذا الغلاف لمثل هذال الكتاب المهم :) لم يره أحد طلبة الدروس عندي إبتدائي أو ثانوي إلا وظنوا أني أقرأ كتاب عن الجن والعفاريت :)) ... لقد تخطى تطورنا الحضاري ، قدرتنا على الفهم ... العنف لم يختف مع الحداثة ، بل إنها أخفته إلى مناطق بعيدة عن الرأي العام وجعلته ممنهج ومُشرعن ليصبح تجربة شخصية قابلة للدراسة !!!!!! .... التقارب بين زيجمونت والمسيري في الفكر والأسلوب الإستنباطي ، تقارب مريع .. لايُصدق .. أحياناً إعتقدت أن للمترجم دور كبير في توضيح هذا التقارب بأسلوبه الكتابي كتلميذ لدى المسيري !!! ربما يكون هذا الكتب أفضل الكتب التي قرأتها هذا العام ... كتاب يشع نوراً معرفياً ووينير الطريق كسراج مهم من أسرجة المعرفة التي نحتاجها لفهم كيف تدور الأمور الآن وإلى أي مدى تحول البشر وأدواتهم ومجتمعاتهم ... الفكرة الرئيسية أن الهولوكوست ليس دليلاً على عنف هتلر أو جنوده ولطنه يرشدك إلى أن ماحدث من تحول مجتمعي هائل مع قتل اليهود وصامت عما يجري لهم هو كان أمراً طبيعيا في جو الحداثة الذي نعيشه ... ... 250 000 غجري تم قتلهم واجراء التجارب عليهم 360 000 ألماني مابين شاذ ومعوق و عجوز ، تم قتلهم وصمت المجتمع الأماني بأكمله بل وشارك بكل ثبات المهندسين الذين صمموا أفران الغاز كانوا يتحدثون في تقاريرهم بكل ثبات وتجرد عن التكوين الأصح للفرن الغازي و الشكل الداخلي حتى يسمح للقيء والجثث بالتحرك بشكل مناسب عند تنظيف المكان !!! العلماء الألمان كانوا لايهتمون بالعلماء اليهود الذين يتم أخذهم للقتل تباعاً !! العلماء الذين يتم اعتبارهم صفوة المجتمع كله !!! يتحدث الكتاب عن أن الحداثة لم تمنع العنف ولكنها منهجته وسيطرت عليه لصالحها ....وشرعنته بدينها لمن يستحق من وجهة نظر المجتمع !!! الكتاب يتيح لك بكل يسر أن تقارن بين ماحدث سابقاً في ألمانيا وبين ماحدث مثلاً في دولتك بعينها .. من حيث تحكم الدولة ذهنياً في أغلب المجتمع وجعلهم يسطرون ويوافقون جميعاً على عملية تشبه تماماً عملية الهولوكوست التي حدثت سابقاً بل ويؤمنون بأن ماحدث كان ضرورياً وهاماً ولا ينصلح حال المجتمع إلا به .. الكتاب يؤكد على نظرية البستنة أن الدولة تصبح البستاني المسئول عن الحديقة وهو الذي يقرر ما هية الأعشاب الضارة ويقرر إزالتها بأي طريقة ليحافظ على بستانه الذي يرغب فيه ويتمناه!!! من اهم التفسيرات في نظري التي تبناها الكتاب هي نظرية تقسيم العنف .. لم يعد العمل يعتمد على عمل مباشر يحدث أي أنه ليست الأمور بنفس بساطة الماضي ، لا يوجد شخص يزرع ويصنع ويتلقى نتيجة عمله .. ولكن الصناعة تمر بخطوات عديدة وعمال تراتيبيين كُثُر فتضيع فكرة من المسئول في النهاية .... هتلر يأمر الوزير و الوزير يأمر القائد والقائد يأمر اللواءات واللواءات يأمرون الضباط والضباط يأمرون العساكر والعساكر يستخدمون بعض اليهود لإقناع البعض الآخر والمهندسين يصنعون الأفران والعمال يبنونها ... وهكذا تتفرق الجريمة على الجميع ولا يشعر واحد منهم بأنه القاتل الحقيقي !!! وهي تُسمى نظرية وساطة الفعل لجون لاكس .. الكتاب مهم وعبقري ....
