وصف الكتاب:
هذا السؤال أزعجني كثيرا وأنا أعيد قراءة هذه النصوص البديعة لأكتب كلمتين عنها، بل وعطلني طويلا عن هذه الكتابة، فكلما عاودت القراءة أجدني عازفا عن أن أخط كلمة، لسبب وضح لي مع الوقت، هو أنك عندما تصادف الجمال تحب أن تعيشه وتمتزج به، لا أن تحلل مكوناته لتصل إلى سر تركيبه، وهذه نصوص فائقة الجمال كلما عاودت قراءتها تغمرني النشوة، وأخرج من زحام وضوضاء العالم الفظ الذي يُثقلنا، خاصة في الفترة الأخيرة، وأحلق وأدور نشوان في فلك عالم من البهاء والنقاء والرحمة، وهو عالم حقيقي تماما لا اختلاق رومانسي فيه، بل تعقب واقعي لعاشق متسام يكافئه إخلاصه برؤية الحقائق البهية الخافية عن مبتذل العيون، فيما هو يقتفي أثر ما يشغفه من الكون والكائنات. فأي سحر في هذه الكتابة؟ محمد المخزنجي ... إنها ليست قصصاً. إنها شذرات من أحلام. تدور على حافة واقع من أثير يتشكل ليصبح رمزاً أو أمثولة أو وخزة تدخل القلب دون أن تدميه. ومن خلال تلك الأمثولات البالغة القصر يبدو أحمد الديب مثل بحار عجوز يغوص في بحر بلا قرار. يبحث عن حكمة ضائعة، يسعى خلف سراب، يجمع أصدافاً فارغة، ولكن موهبته في القص تجعله يعود وجرابه مليء بحكايات هذا الكتاب. محمد المنسي قنديل ... قالوا عنه في الغلاف الخلفي للكتاب أنه درس الصيدلة ، ثم هجرها.. لا أعتقد! لا أعتقد أنه هجرها.. كل ما في الأمر أنه صار يتعامل مع الأبجدية بدلا من مركبات الكيمياء... عادة ما لا أحب النصوص التي تكون فيها الأبجدية هي البطلة.. لكن قصص أحمد الديب مختلفة ، اللغة فيها بطلة ، مثل أبطال القصص والملاحم ، لكنها تتفجر أيضا رقة وعذوبة وتشير إلى أبطال القصص فتجعلهم يتوهجون أكثر...