وصف الكتاب:
«وقفت تتلفت فى حيرة، وهى لا تدرى ماذا تفعل. كان مظهرها بالجلباب البسيط والطرحة الشعبية يشير إلى موقعها تحت بير سلم المجتمع. عندما لمحت جمعاً من الجنود، وفى أيديهم ساندويتشات الفول، التى أحضروها قبل عودتهم للمعسكر نادت عليهم: قل لى يا ابنى إنت وهو.. أريد أن أدخل لابنى حتى أطمئن عليه، وأعطيه الأكل، الذى أحضرته له. قال أحدهم: لا شأن لنا بموضوع الزيارات هذا، لكن يمكنك أن تذهبى للبوابة وتتفاهمى مع المسؤولين. قالت فى انكسار: ذهبت إليهم وطردونى بحجة أن اليوم ليس يوم زيارات مع أننى أعرف أن هناك زيارة استثنائية بمناسبة المولد النبوى. فى هذه اللحظة نهض من على القهوة القريبة رجل كان يتابع الحديث، واقترب منهم.. رجل يرتدى بدلة رخيصة مكوية بعناية، ويمسك بيده شنطة، وقال: ما الموضوع يا ست؟ أنا محامٍ، وأعرف الجميع هنا من أول مأمور السجن حتى أصغر عسكرى. نظرت إليه المرأة فى لهفة، وقالت: الله يعمر بيتك.. ولدى محبوس بالداخل، وقد أحضرت له الطعام.. قالت هذا، ثم أخرجت من السَبَت، الذى تمسكه، عمود الطعام الشعبى المصنوع من الألومنيوم، والمكون من عدة طوابق، ثم أكملت: طبخت له الأرز بالشعرية، الذى يحبه والملوخية الخضرا، وعملت له مع الملوخية دِمْعَة.. ابنى يحب الملوخية بالدمعة. نظر المحامى إلى العمود، وبدا أن لعابه بدأ يسيل فى الوقت، الذى تسمر فيه الجنود، وأنظارهم تخترق السلة» من الرواية.