وصف الكتاب:
نبذة الناشر: أجمل قُبلةٍ في السفر هي "قُبلة العابر" الّذي يودّع مَن ألِفَه منذ قليل، هو يعرف أنّه لن يرى المودَّعَ من بعدُ أبداً، ومع ذلك يمنحه كل مشاعره العميقة التي يضعها على شفتيه. هذا الفقد المعلن هو الذي يعطي هذه القُبلة بُعدها الأسطوريّ الآسر، فالعابر يدرك أن قُبلته، الّتي يمنحها لمن لن يراه مرّةً أخرى، تلخّص كيانه كلّه، وعبرها يحاول لا تقبيل مَن يودّعه الآن فحسب، وإنّما تقبيل كلّ من ضاعوا منه إلى الأبد. هذا الشعور المثير، الّذي لا مثيل له خارج أقانيم السفر، هو الّذي يجعل منه متعةً لا تقدّر، فهو (السفر) الذي ينشئ الصلة العاطفيّة بين العابر والمقيم، وتلك العاطفة المنبثقة عنه هي إحدى الميزات الّتي نعثر عليها في طريقنا. إنّها "الإشتقاق الحسّيّ" له، عدا عن كونها تعبيراً عميقاً عن الإمتنان للأمكنة التي تمنحنا معرفة مَن لم نكن نحلم بمعرفتهم ذات يوم. في السفر نصل كلنا إلى النقطة نفسها، لكنّنا لا نجيء إليها من المكان نفسه، وهو ما يشرح لنا "جغرافية الأحاسيس" التي وَفقها يكتب كلّ واحد منّا عن أحاسيسه الخاصّة التي لا تشبه أحاسيس أحد آخر، وهو ما يجعل كتابة الأمكنة "كتابةً متعدّدة الأبعاد"، ويبشّر في النهاية بإنسانيّة جديدةٍ أسمّيها: "الإنسانيّة المسافرة".