وصف الكتاب:
يوضح البحث دور الرواية في فتح آفاقها على التحولات السياسية في المجتمع العربي، وإظهار أثر الصراع بين المستعمِر والمستعمَر، ومحاولة كل منهما إثبات وجوده وهُويته، مما أدى إلى انفتاح النص الروائي ونزوعه إلى التحرر والانطلاق من مجال محدد الدلالة إلى آفاق واسعة تستوعب قضايا العصر، وخاصة أن ثقافة المستعمِر ولغته استمرت بعد زواله، مما نتج عنه ازدواجية ثقافية وأزمة هُوية. ويظهر البحث الوسائل التي انتهجها الاستعمار الغربي، لتشكيل الازدواجية الثقافية وأزمة الهُوية، من خلال فرض التعليم باللغة الفرنسية، ومحاربة اللغة العربية، واستئصالها من جوانب الحياة كافة، وتشجيع المستعمَر الهجرة إلى مستعمراتها للتأثير عليه. ويركز البحث على إبراز وجهات النظر المختلفة في المواجهة بين المستعمِر والمستعمَر، ومقاومة الذات العربية الوسائل التي اتبعها الاستعمار في تشتيت الثقافة والهوية. ويقوم البحث على إجراءات استقرائية تحليلية معمقة في نموذج روائي مستثمرة المنهج الوصفي التحليلي، وهو المنهج الأنسب لهذا البحث، لما يتيحه من إمكانية الوصول لمعلومات قيمة وعلمية عن طريق الحصول على حقائق وملابسات الظروف القائمة، وتمكنه من تسجيل الملاحظات المنظمة الدقيقة في وصف نتائج الملاحظات بصورة واضحة ومحددة. ويطمح البحث إلى الإسهام في دراسة الازدواجية الثقافية وأزمة الهُوية في الرواية العربية مابعد الاستعمار، ورصدها من داخل النص الروائي وبنيته. وينتهي البحث في إظهار النتائج التي توصل لها البحث في تأثير المستعمِر وثقافته، مما أدى إلى تهجين الثقافة العربية وازدواجيتها، ومقاومة الذات العربية الثقافات الوافدة، واخفاقها في تحقيق ذلك في ظل أنظمة الحكم التي مثلت استعمار جديد وظهر ذلك في التبعية المطلقة للآخر في فترة مابعد الاستعمار.