وصف الكتاب:
جاء الإسلام الحنيف لينظم جميع جوانب حياة الإنسان، ومن هذه الجوانب التي أولاها الإسلام جلّ إهتمامه الجانب الإقتصادي حيث قامت النظرية الإقتصادية الإسلامية على أنّ المال مال الله تعالى وأن الإنسان مستخلف فيه، لذا ينبغي على الإنسان أن يتقيد في تصرفاته الإقتصادية بما وضع له الشارع الحكيم من أسس تضبط حياته الإقتصادية بما يحقق له السعادة، ويسد حاجاته، مراعياً فطرته التي تقوم على حب التملك المشروط بعدم التعدي على حقوق الآخرين أو إنكار حقوق المجتمع المالية المترتبة على الفرد والتي لا بدّ من أدائها لضمان مجتمع سليم خالٍ من الآفات الإجتماعية كالفقر والجريمة. ولأنّ الإقتصاد يعتبر الركن الرئيس في تطور الأمم ونهضتها وعمارة الأرض، لذا عتنى القرآن الكريم به، ووضع له مبادئ تضبط عمله بما يحقق للفرد سد حاجاته، ويحمي الفرد من ذلّ السؤال، ويحفظ الأمن المجتمعي ويحقق الإستقرار، لأنّ العلاقة بين الإقتصاد والأمن علاقة متلازمة، قال تعالى: ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾... سورة قريش: آية 4. فــا لله سبحانه وتعالى قدّم الطعام الذي يمثل الجانب الإقتصادي على الأمن لأنّ الأمن لا يتحقق إلاّ بإقتصاد قوي مزدهر، لذا عدت إلى كتاب الله تعالى لأبحث بين آياته عن هذه المبادئ الربانية الضابطة للعمل الإقتصادي، مستعيناً بأمهات كتب التفاسير وبالكتب ذات العلاقة بالإقتصاد وبالإقتصاد الإسلامي، مبيناً معنى الإقتصاد الإسلامي ونشأته وأثره على الفرد والمجتمع.