وصف الكتاب:
يرصد د. فيصل محمود غرايبة في كتابه الجديد الذي حمل عنوان» رؤى بعيدة لمستقبل واعد» المقولات التي قالها او عبر عنها بطريقة او بأخرى المفكرون العرب المعاصرون المنشغلون بقضايا التنمية والديمقراطية والمواطنة والانتماء، في إطار الاصلاح الشامل المتكامل، وفرزها والعمل على تحليلها والكشف عن تجلياتها المعرفية. ويشير الباحث د. غرايبة الى أن المفكر العربي يطرح اليوم تساؤت كثيرة ينبغي على القارىء ان يتمعن بهذه الاسئلة وطبيعتها للوصول الى قراءة الواقع العربي، بشكل جلي وواضح. ويقول الغرايبة :» يوجه معظم ما طرحه الفكر العربي المعاصر اللوم الى طبيعتين في المجتمع العربي، هما طبيعة الثقافة العربية وطبيعة التربية العربية، حيث تكادان تكبلان الاجيال لتعجز عن المضي نحو المستقبل، إذ تقومان على الانشداد الى الماضي، ذلك بشكل يجعل النخبة العربية في حالة قلق، وهي تبحث عن تساؤلها الملح والمتكرر ما هو الموقف المطلوب من العرب.. وطنا وأمة؟. ويشير د. غرايبة الى ان حرية الناقد او الكاتب امر مهم وضروري من الناحية الموضوعية، كما اننا لسنا بمترددين في القول ان ذلك صعب من حيث الاحتفاظ بهذه الحريات، إلا ان الظروف العملية قد تجعلها قبضة على جمر، يصعب القبض عليه طوال الوقت، ولا يحتمل الجميع الاستمرار في فعله في مختلف الظروف والاحزال ، ليس من حيث ملاقاته للمناكفة والصعوبات والاضطهاد، إذ ربما يحصل ذلك من باب الاستهزاء، باعتبار أن ذاك الناقد او هذا الكتاب لا يسير في دروب المكاسب المربحة، حتى ولو كان قد رهن قلمه وفكره بالمقابل، لكي يصل الى تلك المكاسب التي يسعى اليها المعتاشون من غير التدقيق كيف يمكن الحصول عليها. ويبرز د. غرايبة دور الشريك الفاعل المتفاعل في الحضارة العالمية الراهنة مبينا أن امتنا لم تصل بعد الى هذا الشريك، وان وطننا ما يزال يقوم بدور المستقبل المتلقي، منكمشا الى حالة تقمص لحضارة مجتمع واحد صار له قصب السبق ليحتل الصدارة، حتى تتمكن تلك الامم ذات الحضارة المختلفة من اللحاق بقطار العالم المتحضر او التناغم مع إيقاع العصر، وبالتالي من الجلوس في صدر الخيمة. ويبين الكاتب أن التجربة الانسانية عبر العصور قد اثبتت، أن الامة المتخلية عن الاسهام في الحضارة العالمية والمحجمة عن الخطو نحو التقدم والتطور بالاعتماد على الذات، لن تصل الى صدر الخيمة العالمية، بل سيبقيها وضعها على اطرافها الخارجية، ولا يجيز لها أن تضع قيمها وثقافتها وعراقتها وراء ظهرها، ولعل ما يجعلها اكثر حضورا واوضح بروزا وافعل تأثيرا في النشاط العالمي، هو قوتها وهيبتها المستمدة من ثقافتها وعراقتها مع الجهد الحثيث نحو الازدهار.