وصف الكتاب:
يعد الخبر مادة التحرير الأساسية في الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، ووظيفة الخبر الأساسية هي نقل المعلومات إلى القارئ أو مستهلك الرسائل الإعلامية. وهو محور الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى. ويتطلب التفسير، وقد يتعرض للتوجيه، أو التلوين. أما عند نشره، والمكان الذي يحتله في الوسيلة الإعلامية، فإن ذلك يخضع لعوامل كثيرة، تبعاً لمنهج الصحيفة، وسياستها التحريرية، أو توجّهها العقائدي أو الحزبي، كما أصبحت الوسيلة التفاعلية الرقمية الحديثة تحتل مكان الصدارة في نقل الخبر وتفسيره. إن الخبر قد يكون بسيطاً أو مركباً، عادياً أو ساخناً، ويتم التعامل معه في الصحف على ضوء أنواعها، من حيث هي صحافة للنخبة، أو صحافة تعتمد الاثارة والمبالغة. إن الخبر، بصفته قاعدة الفنون الصحفية، يستوجب الصياغة السليمة التي تؤدي إلى نقل المعلومات التي يتضمنها بدقة تامة إلى جمهور الوسيلة الإعلامية، وتراعى في هذه الصياغة، سرعة الإبلاغ، والبناء الصحفي المناسب للمقدمة، والاهتمام البالغ بالفقرة الأولى من الخبر، لأن هذه المقدمة من مهامها استثارة الانتباه، وتكثيف العناصر الجوهرية في الخبر. وتراعي كذلك الدقة في الاقتباس من المصادر الإخبارية. وإذا كان الكثير من الأخبار، يعتمد على التصريحات مباشرة من المصادر، فإن هناك أهمية لمعرفة إجراءات إعداد المقابلات الصحفية التي يكون الهدف منها الحصول على الأخبار والمعلومات من خلال تصريحات المسؤولين وصانعي الاخبار وهناك أهمية قصوى لصياغة الأسئلة الصحفية المبنية على دراية كاملة بموضوع المقابلة، وبالشخص الذي تتم محاورته فيها. إن الوظيفة الإخبارية هي أولى وظائف الصحف ووسائل الاعلام. انطلاقاً من الدور الهام الذي تؤديه وسائل الاعلام في المجتمع من خلال دورها المعرفي والتنويري والنقدي. إضافة إلى الدور الرقابي وكشف الانحراف والفساد المالي أو الإداري. ويتصل هذا الأمر بالدّور التنموي لوسائل الاعلام، من خلال اكتشاف الأخبار ومتابعتها، في مجالات التنمية الشاملة، بأبعادها التعليمية والصحية والزراعية... الخ. وعليه، فإن وسائل الاعلام، معنية باستمرار بالمتابعة الدقيقة للأحداث والفعاليات المنوعة التي يشهدها المجتمع، ومعرفة احتياجات الناس والقضايا الملحّة في حياتهم، ومعرفة ما يريده القراء ومستهلكو الرسائل الإعلامية من متابعتهم اليومية، قراءةً واستماعاً ومشاهدة. وإرضاء القرّاء، كما هو معروف، ليس بالأمر السهّل، في إطار عدم التجانس، وتضارب المصالح، مع وجوب الالتزام بالصدقية وشروط المهنية الصحفيّة، رغم المنافسة التي تقتضيها السوق الصحفية بين وسائل الاعلام المختلفة. ويشتمل الكتاب على ستة فصول تناول الفصل الأول فيها: تعريف الخبر ومفاهيمه المختلفة وأنواعه، وبيّن الفصل الثاني: تاريخ الخبر وتطور لغة الأخبار، وخصص الفصل الثالث للحديث عن: خصائص الخبر ومعايير النشر، وعناصر الخبر وصفاته، وتحدث الفصل الرابع عن مصادر الأخبار الداخلية والخارجية، أما الفصل الخامس فقد تناول: كتابة الأخبار وتحريرها، من حيث: مواصفات لغة الأخبار، وبناء الجملة الإخبارية، والمقدمات الإخبارية، والتحرير الاخباري في الصحافة الالكترونية، وأسلوب الهرم المقلوب في كتابة الأخبار، وتحرير العناوين الإخبارية. أما الفصل السادس فقد تناول الإعلام الإلكتروني والخبر الإلكتروني خصائصه وأسس كتابته، كما أفرد الفصل جزءًا لصحافة الهاتف المحمول وتطبيقاته الصحفية وأسس الإنتاج والتحرير الصحفي من خلال صحافة المحمول. إن هذا الجهد المتواضع الذي نقدمه لجمهور القراء من الإعلاميين ودارسي الصحافة والاعلام والمهتمين، لا يدّعي امتلاك عناصر الكمال، ولكنه يسعى إلى تقديم فكرة عن أهم نوع اعلامي في حياتنا الحاضرة وهو الخبر الصحفي والاعلامي.