وصف الكتاب:
يسعى هذا الكتاب الى تأصيل الجوانب النظرية والأبعاد العملية لفنون الكتابة الصحفية ومبادئها وبمختلف الوانها ومشتقاتها، ويرصد الاجواء الداخلية لعملية التحرير الصحفي سواء في غرف التحرير او مناضد الكتابة الصحفية لدى المراسلين والمندوبين والمحررين وكتابة الاعمدة والمقالات. وتصدى هذا الكتاب لمعالجة مبادئ الكتابة الصحفية من اكثر من زاوية، كعملية كتابة ابداعية وكجزء من الفن الصحفي، مراعين رغائب الجمهور ومزاجه وتقلبات الرأي العام تجاه القضايا المطروحة عليه. اذ تبرز الكتابة في كونها من اهم وسائل مهارات الاتصال البشري، وبها يتجاوز الانسان حدود الزمان والمكان، وفيها تمنح الحياة لكلمات جامدة مستكنه في النفوس والعقول والمعاجم، فهي مخاض فكري عسير، يصور معاني قائمة في نفس الكاتب، تبرز من خلال الصور الباطنة لتوجهاته، ويجعلها محسوسة وظاهرة. وأولى المبادئ التي تعلمتها من اساتذتي وزملائي الذين تشربنا على ايديهم عصارة المهنة الصحفية هي عندما تكتب لوسائل الاعلام فإنك تكتب لجماهير عنيدة من المستمعين والمشاهدين، وعليه فيجب ان تكون طبيعة هذا الجمهور باستمرار في مقدمة الامور التي تفكر بها وتكون دليل عملك. ويجب ان تأخذ في اعتبارك بأنك تكتب في آن واحد لفرد واحد ولمجموعة صغيرة من الناس، يشتركون في اشياء كثيرة، ولمجموعة كبيرة من الناس يشتركون في شيء (تختلف مشاربهم). ويجب ان تضع في الحسبان، ان لكل كلمة ولكل صورة. هدف السيطرة والاستحواذ على اهتمام الجمهور، مع التأكيد على عدم وجود فقرات زائدة لا علاقة لها بالموضوع في النص، كما يجب ان تكتب النصوص بشكل مباشر وبوضوح وبساطة. ان صحفيي اليوم، يواجهون مشكلات اخلاقية اكثر مما واجهوا في أي وقت مضى فالتكنلوجيا قد جعلت الحصول على المعلومات اسهل بكثير من قبل، ولكنها كذلك اسفرت عن مشكلات اخلاقية تتعلق بالإعلام الجديد.