وصف الكتاب:
إتقان أيّة لغة يعني استعمال تلك اللّغة استعمالاً صحيحاً خالياً من الأخطاء اللغويّة، وذلك عندما يريد المرءُ أنْ يعبّر عمّا في نفسه كتابة ومحادثة. والوسائل التي بوساطتها يتمّ إتقان اللّغة هي النحو (قواعد تركيب الجملة) والّصرف (قواعد تركيب الكلمة) والإملاء (قواعد الكتابة الصحيحة). والنّحو والصّرف علمان توأمان في علوم اللّغة العربيّة، فإذا ذُكر أحدُهما لم يُنس الآخر، كما أنّهما يعدّان الأساس الذي تنبني عليه علوم اللّغة الأخرى، ولا يستغني عنهما أيّ متخصص في علم اللّغة العربيّة. على أنّ العلميْن بعامّة والصّرف منهما بخاصّة يكتنفهما الجفاف ويتّصفان في معظم الأحيان بالغموض والتعقيد ممّا جعل الطلبة يتخوّفون منهما بشكل كبير. ولعلّ من الأسباب التي تجعل الطلبة ينأوْن عنهما الرجوع إلى المؤلّفات القديمة التي يعدّ أسلوب عرضها للمادّة النحويّة أو المادّة الصّرفيّة أعلى بكثير من مستويات الطّلبة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنّ المادّة النّحوية أو المادّة الصّرفية اللتْين تتضمنهما هذه المؤلفات وُضعتا لذاتهما؛ أي وضعتا لتكونا غاية لا لتكونا وسيلة إلى الإتقان والاستخدام اللغويّ الصحيح. ومن هنا كانت الحاجة ماسّة لعرض المادّة النحوّية أو الصّرفيّة بأسلوب سهل مبسّط يتّفق ومستويات الطّلبة حتى يمكنّهم من الإلمام بالقواعد النّحوية والصّرفية وتوظيفها في التّعبير اللغويّ السّليم. ولمّا كان علم الصّرف أصعب مادّة من علم النّحو فإنّه بحاجة إلى جهد مُضنٍ لتبسيطه وعرضه بأسلوب سلسل خالٍ من التّعقيد بعيد عن الجفاف. ومن هنا جاءت هذه المحاولة الجريئة من الزميل الدكتور عاطف فضل الذي عرفته منذ سنوات طوال مثابراً منّقباً باحثاً، فهو قد درس كتب الأقدمين كما درس نظريات المحدثين؛ أي أنّه جمع بين الأصالة والمعاصرة ممّا يمكنّه من وضع مؤلفات في النّحو والصّرف تجمع بين الأمرين، وهكذا فإنّه لم ينأ للقديم لأنّه قديم، ولم يتعصب للحديث لأنّه ضد القديم، فجاء هذا الكتاب سهل التناول مادة وأسلوباً وعرضاً. ويتميز هذا الكتاب بخصائص قلّما تتوافر في كتاب آخر أوجز بعضها في ما يأتي: - بسط القواعد الصّرفية التي يحتاجها الطّلبة في حياتهم اليومية والبعد عن القواعد النّظرية الافتراضية التي لا وجود لها في وقتنا الحاضر. - محاولة بسط هذه القواعد بشكل وظيفي؛ أي توظيف القواعد الصّرفية لخدمة الطّالب في القدرة على التّعبير، وهذا ما نقول عنه: جعل القاعدة الصّرفية وسيلة لا غاية. - الحرص الشّديد على إزالة الجفاف الذي يسيطر على المادّة الصّرفية والبعد عن الخلافات الجدلية التي لا يفيد منها الطلبة. - إيراد الأمثلة الصّافية على كلّ قاعدة صرفية حتّى يسهل فهمها وهضمها. - إيراد تمرينات محلولة عقب كلّ باب، ليسهل تطبيق المادّة وكشف غوامضها. - إلحاق كلّ عنوان من عنوانات الكتاب بتمارين شاملة يقوم الطلبة بحلّها حتى ترسخ المادّة العلمية في أذهانهم رسوخاً تاماً. الصّرف من أهمّ العلوم العربيّة وأجلّها موضوعاً وأحقّها بأن يُعنى به، والذي يبيّن فضيلته احتياج جميع المشتغلين بالعربيّة إليه أيّما حاجة، لأنّه ميزان العربيّة وعليه المعوّل في ضبط صيغ الكلم، ومعرفة تصغيرها، والنسبة إليها، والعلم بالجموع، ومعرفة ما يعتري الكلمات من إعلال وإبدال وإدغام وغير ذلك من الأمور التي يجب على كلّ مشتغل بالعربية أنْ يعرفها، خشية الوقوع في اللحن. وهذا كتاب في الصرف نقدّمه راجين أن نكون قد وُفقنا في تتبع أجزائه، وتيسير قواعده، تلك القواعد التي يشكو الدارسون من صعوبتها، فقد عملنا على تخليصها من الحشو الذي لا طائل وراءه، ولا يفيد الطلبة بقدر ما ينفّرهم من مسائله. وقد راعينا فيه وضوح الفكرة، وسهولة العبارة، وإيجاز القاعدة وكثرة التمرينات كي ترسخ القاعدة.