وصف الكتاب:
تُعد البلاغة ذروة سنام اللغة العربية، وركن أصيل من أركانها ، وقد أولى العرب الأوائل اهتمامهم به ، فأتقنوا مفرداته ، وراعوه في أساليبهم ، واحتكموا إلى الفطرة في أحاديثهم ، وبقى الحال حتى جاء العصر الأموي ، فبدت شروط صحة الأساليب وضرورة المحافظة عليها، فقد سأل معاوية صحارا العبدي لمَّا رأى سحر بلاغة الوفد الذي جاء معه قائلا: "ما هذه البلاغة التي فيكم ؟! قال: شيء تجيش صدورنا ، فيقذف على ألسنتنا" فقال له معاوية :"ما تعدون البلاغة فيكم؟ "قال: الإيجاز، قال: "وما الإيجاز؟ قال سحار: أن تجيب فلا تبطئ، وتقول فلا تخطئ". وفي المرحلة التالية بدأ الاهتمام بالبلاغة في مؤلفات النحو فكثر الحديث عن البلاغة في الكتاب لسيبويه ، وتناول موضوعات بلاغية، كالإيجاز ، والحذف، والتشبيه ، والاستعارة والمجاز إلى آخر الإشارات البلاغية. وألف العلماء كتباً كثيرة تناثرت فيها المباحث البلاغية بشكل مباشر أو غير مباشر ، كمجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى، والبيان والتبيين ، والحيوان للجاحظ، ، والكامل في اللغة والأدب للمبرد. ثم ألفت الكتب البلاغية مثل: البديع لابن المعتز ، وكتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري، ودلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني. ومفتاح العلوم للسكاكي والشروح على المفتاح كالإيضاح ومختصره للخطيب القزويني ....الخ. كما اختصت بعض المؤلفات ببيان بلاغة القرآن ، كثلاث رسائل في إعجاز القرآن ، وكتب معاني القرآن، كما عني جل المفسرين ببيان بلاغة القرآن. واهتم كثير من العلماء بإبراز الجوانب البلاغية في السنة النبوية كالمجازات النبوية للشريف الرضي، والإعجاز والإيجاز للثعالبي ، وشرح مشكاة المصابيح للطيبي ...الخ. وقد استفرغ علماء البلاغة مجهوداتهم في وضع قواعدها، وضبط مصطلحاتها ، بغية الكشف عن أسرار إعجاز القرآن والنظر في مفرداته وتراكيبه، وقد طبق المفسرون للقرآن جزءا كبيرا في كتبهم وتفاسيرهم . وأصبحت البلاغة علما له أصوله وضوابطه وقواعده القابلة للتطبيق على النص القرآني والنص النبوي، والنص الأدبي بكل صوره، وأصبح هذا العلم قابلا للتطور والتجديد . وكتاب البلاغة في القرآن والسنة يهتم بالحديث عن البيان القرآني وقراءاته القرآنية ، وكشف طرفا من أسرار المفردات والتراكيب . كما وقف على عدد من المباحث في البيان النبوي.