وصف الكتاب:
يهتم نشاط التنظيم والأساليب بمسائل التنظيم، والإجراءات، في المنظمات العامة والخاصة، ويوليها عناية فائقة . فهو يهتم بإجراء الدراسات المتعلقة بالتنظيم الإداري والإجراءات للأجهزة الإدارية الجديدة والقائمة منها . إذ يقوم خبراؤه بوضع القواعد والأسس التي تقوم عليها الإدارات والأجهزة الجديدة عند إنشائها لأول مرة، وذلك حسب المفاهيم والاتجاهات العلمية الحديثة في مجال التنظيم، ويقوم خبراؤه أيضاً بتصميم الإجراءات اللازمة للقيام بأي عمل جديد . كما يقومون بدراسة التنظيم، وطرق العمل، في المنظمات القائمة، بهدف التعرف على المشاكل التي تواجهها تلك المنظمات، لغرض معالجتها، وإدخال التحسينات اللازمة عليها . ويهدف هذا النشاط إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وإلى وصول تلك الخدمات إليهم في أسرع وقت، وبأقل تكلفة، كما يهدف إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتوفرة لدى المنظمات . ولا يقتصر نشاط التنظيم والأساليب على هذه الأهداف والاختصاصات، ولكن يدخل ضمن نطاق هذا النشاط العديد من الأهداف والاختصاصات الأخرى التي تختلف في نوعيتها وأهميتها باختلاف البلدان التي يمارس فيها هذا النشاط . والتنظيم والأساليب نشاط جديد في مفهومه، وفي طبيعة الدور الذي يؤديه . ولم يحظ باهتمام كبير في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، إلا في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، فالمشاكل التنظيمية والإدارية الناتجة عن الحرب، ومحاولات الدول النامية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وما صادف تلك المحاولات من مصاعب إدارية، أدت إلى اهتمام العديد من دول العالم بهذا النشاط فأخذت تقوم بإنشاء وحدات للتنظيم والأساليب ضمن أجهزتها الإدارية، وتقوم بتدريب الموظفين على هذا النشاط، وبتدريس مادته في بعض الجامعات . أما بالنسبة للبلاد العربية، فإن نشاط التنظيم والأساليب لا يزال حديث العهد فيها. فقد بدئ بإدخاله منذ أواخر الخمسينات في الأجهزة الإدارية لبعض الدول العربية، وحاولت دول عربية أخرى تطبيقه في الستينات، ولا تزال – حتى وقتنا الحاضر – العديد من الدول التي لم تطبق هذا النشاط، ولم تدخله إلى أجهزتها الحكومية . ونظراً لحداثة نشاط التنظيم والأساليب في البلاد العربية، فإن المراجع والكتب المتخصصة في هذا المجال، باللغة العربية، لا تزال قليلة ونادرة، وقد لاحظت أثناء تدريسي مادة التنظيم والأساليب في معهد الإدارة العامة بالرياض، افتقار المكتبة العربية إلى المراجع في هذه المادة . وبناء على ما لمسته من اهتمام متزايد بهذا النشاط في المملكة العربية السعودية، وفي بعض الدول العربية، ونظراً لشعوري بحاجة الدارسين والإداريين الماسة لوجود مراجع متعددة في هذا النشاط،فقد قمت بتأليف هذا الكتاب، وضمنته خبراتي المكتسبة من تدريس هذه المادة، ومن ممارستي لهذا النشاط في مختلف الأجهزة الحكومية. كما ضمنته بعض ما وصلت إليه يدي من معلومات من مراجع أجنبية وعربية . وهدفت من تأليف هذا الكتاب الى أن يكون مرجعاً ودليلاً ليس للمحلل الإداري فحسب ولكن للرئيس الإداري، وللموظف، وللدارس في حقل الإدارة العامة . والتنظيم والأساليب موضوع عملي، يعتمد على الممارسة والخبرة، وهو يمثل الجانب التطبيقي للإدارة . ويشترط للنجاح في ممارسته الإلمام بالجانب النظري للتنظيم والإدارة، وتوفر الخبرة العملية في مجال العمل الحكومي أو في القطاع الخاص . وحتى يكون هذا الكتاب مكتملاً في موضوعاته، فقد ضمنت فصوله الموضوعات الأساسية التي لابد من الإطلاع عليها لكل من يمارس هذا النشاط، ولذا فإن فصول الكتاب تضمنت الموضوعات التالية : التعريف بالتنظيم والأساليب، والتطور التاريخي للتنظيم والأساليب، المستشار الاداري، والاستشارات الادارية، وكتابة التقارير، وتقييم الاستشارات الادارية، واساسيات التنظم الاداري ‘وبناء المنظمات، وادارة التنظيم، والاجراءات، وخرائط سير الاجراءات، وخريطة توزيع الاعمال، والتنمية الاداريةوتم اضافة تصميم ومراقبة النماذج والادلة الادارية على هذه الطبعة من الكتاب . وراعيت عند معالجة مواضيع الكتاب، بيان الجانبين النظري والعملي، وأوليت الجانب العملي عناية كبيرة، فكنت أبين عند بحث كل موضوع , كيفية تطبيقه والقيام به، وأوضح ذلك بأمثلة عملية لتسهيل مهمة تعلمه وتطبيقه من قبل الباحث . لقد أرفق المؤلف في نهاية الكتاب خمسة ملاحق، تضمنت موضوعات ذات فائدة للمهتمين بالاستشارات الإدارية، كقواعد السلوك المهني للإتحاد الأوروبي لجمعيات المستشارين الإداريين، وواجبات ومسؤوليات وظائف التنظيم والإدارة في المملكة العربية السعودية، ودول العالم الأخرى . كما أرفق نموذجين، أحدهما «استبيان لدراسة البناء التنظيمي لمنظمة ما » . والثاني «عرض لتقديم خدمات استشارية » . وهذان النموذجان الملحقان موجهان إلى الممارسين لنشاط الاستشارات الإدارية، فربما يستعينون بهما في إجراء دراساتهم للمنظمات الإدارية . وقد حاول أن يورد التطبيق العملي، إلى جانب الموضوع النظري في الكتاب، كما حاولت أن أورد التطبيق العملي، إلى جانب الموضوع النظري في الكتاب، وقد ساعدني، في إثراء الكتاب بالأمثلة العملية، وجودي في معهد الإدارة العامة بالرياض، ومعهد التنمية الإدارية بالدوحة، وفي إدارة الاستشارات بشكل خاص، ومناقشاتي مع الزملاء العاملين في هذه الإدارة . كما ساعد المؤلف أيضاً، دارسو البرامج التدريبية في المعهدين، إذ كانوا يزودونني بالأمثلة، وبالحالات العملية، المستقاة من تجاربهم التي عاشوها أثناء قيامهم بأعمالهم . وختاماً آمل أن يكون في هذا الكتاب فائدة، للإداريين في المنظمات الحكومية والخاصة، وللعاملين في نشاط التنظيم والإدارة، وللدارسين في معاهد الإدارة العامة، وللطلاب في كليات العلوم الإدارية، وللمهتمين في هذا الموضوع من أساتذة وباحثين.