وصف الكتاب:
علم المناهج علم له قواعده ومفاهيمه، يهدف إلى بناء المتعلم في إطار خطة متكاملة لتوفير الخبرات التعليمية/التعلمية المناسبة لكل من المتعلمين وثقافة المجتمع ورؤى المستقبل قريبه وبعيده على حد سواء، فالمناهج الدراسية يوقع عليها العبء الأكبر في تحقيق أهداف النهضة والتقدم والتنمية الشاملة للأفراد والمجتمعات. ويعد تصميم المنهج النموذج أو البنية التنظيمية له، فهو مصطلح يشير إلى شكل وطبيعة العلاقة بين عناصر المنهج المختلفة، وهو الطريقة التي تنظم بها تلك العناصر لتسهيل عملية التعليم والتعلم، كما يتم من خلالها تصور العلاقات بين المتعلمين والمدرس والمواد التعليمية والمحتوى والزمن من جانب ونواتج التعلم من جانب آخر، كما أنه الدليل الذي يصف كل العوامل التي توجه التدريس نحو مخرجات معينة؛ لذلك كان مفهوم تصميم المنهج على جانب كبير من الأهمية في علم المناهج. وقد اتجه هذا الكتاب إلى عرض بعض المفاهيم الجوهرية في مجال المناهج وكيفية تصميمها، كما يعرض لبعض القضايا المعاصرة المرتبطة بعلم المناهج، والتي تشغل فكر التربويين في الوقت الحاضر، ويسعى إلى معالجة تلك المفاهيم والقضايا بكثير من الصدق والوضوح، وقد تم محاولة وضع فصوله في خط فكري يتسم بالمنطقية والترابط والاستمرارية. فبدأ الكتاب بالتعرض لثقافة المستويات المعيارية على أساس أن تلك المستويات تعد حركة تربوية إصلاحية معاصرة مقترنة بالوصول إلى الجودة الشاملة في العملية التعليمية، فتم التعرض لمفهوم المعايير التربوية، وأهمية تحديدها، والمستويات المعيارية للمنهج، وكيفية قياس الجودة الشاملة في المنهج المدرسي المعاصر. كما تم عرض إطلالة علمية على المنهج من حيث مفهومه وتطور هذا المفهوم وما تضمنه ذلك من إشكاليات، ثم عُرضت المحددات الأساسية التي يقوم عليها تصميم وبناء المنهج المدرس، وقد تمثلت في مثلث أحد أضلاعه المتعلم، وضلعه الثاني المجتمع، وضلعه الثالث المحددات المعرفية، وقد جعلنا في كل محدد من هذه المحددات معايير يمكن أن ينتفع بها الدارس في تصميم المناهج. وعقب ذلك أفسحنا المجال لعناصر المنهج، والتي تسير في نسق ومنظومة متكاملة، فتم عرض إطلالة على أهداف المنهج المدرسي وعمل مراجعة شاملة لتصنيف الأهداف التعليمية ومستوياتها، كما تم عرض تنظير واضح لتصميم محتوى المنهج المدرسي من حيث ماهيته والقضايا المعاصرة المتعلقة به، ومعايير اختياره، وكيفية تصحيحه وتنظيمه. كما عرض الكتاب الاستراتيجيات التي تقود إلى الجودة في التعليم في عصر الديناميكية والتعقد في كل مظاهر الحياة بل وفي سلوك المتعلمين، فكانت هناك حاجة إلى تنوع وحراك ديناميكي في الاستراتيجيات التي تعمل على تكوين متعلم يستطيع أن ينهل من آفاق التربية المعاصرة والمستقبلية بإبداعاتها المعرفية والتكنولوجية. كما تم التطرق للحديث عن التقويم كأحد المكونات الرئيسة للمنهج وذلك في عدة نقاط تبرز أهميته بالنسبة للمجال التربوي بصفة عامة والمنهج المدرسي بصفة خاصة. ثم انتقل الكتاب ليتناول تصميم المنهج في عرض نظري لمفهومه، ودلالاته، وإطلالة على نظريات المنهج، وهندسة المنهج وعرض بعض النماذج لتلك الهندسة. وذيل الكتاب بتناول تخطيط المنهج وتنظيماته التي شهدتها مسيرة المناهج الدراسية حيث تم عرض المنهج التقليدي «منهج المواد الدراسية المنفصلة» وما طرأ عليه من تطور، فكانت الوحدات الدراسية هي الوليد الشرعي والمعدل لهذه المناهج، ثم جاء منهج النشاط، يليه المنهج المحوري، ثم المنهج التكنولوجي.