وصف الكتاب:
ان هذا الكتاب يساهم في إثراء ما يبذله التربويون من جهود فكرية في مجال التعليم والتعلم في وقت تزداد فيه التحديات وتتسارع معه تكنولوجيا المعلومات، والتعلم لم يعد قاصراً على حدود داخل الفصول، ولم يعد كافياً ما تحمله صفحات الكتب من حاشيات تختزن داخل العقول، ولم يعد الاستماع والإنصات داخل جدران المدارس كفيلاً بالتعليم الذي ينبغي أن يواكب التسارع في المعرفة وتحديث المعلومات وفقاً لأحدث التقنيات في وتوأؤما مع كافة المستجدات. وقد بات من الضروري الخروج إلى الطبيعة والمعامل للتجريب والتأمل والتفكر والتفاعل بالاستكشاف للمواد وفي الصخور. كل ذلك يستوجب الإرادة والتحدي والمشاركة للحاق يركب التقدم وبناء العقول، وإثر ما نمر به من تحديات وما ينتظر أبناءنا منها، كفيل بإعادة النظر في منظومة التعليم بكل عناصرها... بداية من الهداف التعليمية ومدى ارتباطها بتحقيق متطلبات المجتمع في تلك الآونة التي يتأثر فيها المجتمع بما يحدث على المستوى العالمي مع السباق المحموم نحو المنافسة التي لا ننجو من تأثيراتها السلبية من عنف نعايشه كل يوم ويلاحقنا في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية وفي نفس الوقت نحن مطالبين بتوفير تعليم نزرع في نفوس النشئ الأمن والسلام... وفي ظل ما تنادي به كل السياسات التربوية بتحقيق المواطنة والانتماء والعدل، نجد أنفسنا مطالبين بتوفير كل ما من شأنه مساعدة الآباء على تحفيز الدافعية الذاتية نحو التعلم في حماس وديناميكية لمسايرة حركة الحياة بإنتاج وفاعلية، نحو تحقيق هذه الأهداف. لذلك نحتاج إلى ميثاق قيمي يتغلغل في مناشط الأطفال التعليمية ومناهج الكبار التثقيفية بالشكل الذي يضمن التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة، في ظل إطار الثقافة المجتمعية والحفاظ على الهوية، فنحن نعد الأبناء للمواجهة المبكرة لما سوف يقابلهم من تحديات ومصاعب، وذلك بلا شك سيدربهم على صقل قدراتهم وتنمية مهاراتهم في تناغم مع متطلبات المجتمع وضروريات الحياة المتغيرة، في ظل ذلك كله نحتاج إلى تعلم نشط، والتعلم النشط هو الذي يكفل الإندماج والاستغراق فيما يتعلمون، لأن التعليم النشط هو الذي يرتبط بميول المتعلمين وما يرغبون وهو الذي تستخدم فيه استراتيجيات استكشافية تعاونية خلاقة... تجعلهم يتطورون في مراحل التعليم المختلفة ويكونون هم فقد القادرون على إتخاذ قراراتهم بأنفسهم والت يتم تدريبهم عليها مع معلمين إيجابيين، والمعلم الإيجابي هو المعلم النشط الذي لا يكتفي بما حصل عليه من معلومات خلال التعليم الجامعي فقط، وكنه الحريص على التعليم المستمر مدى الحياة وهو المتابع لما يجري حوله وهو القادر على توظيفه التوظيف الأمثل لتحقيق التفاعل ولضمان تكوين الشخصيات المتكاملة من المتعلمين وهو الذي يجيد التشارك مع الأسرة لوضع خطة التقدم التعليمي للأبناء ليساهم في إبراز الموهوبين والمتميزين من المتعلمين. وهو الذي يدرك بقلبه ويرى بعقله وضميره إلى أي مدى تؤثر مشاركته في صناعة مستقبل أمة وكيان مجتمع، وعند ذلك فقط سوف يعلو صوت العطاء ويتقدم ميثاق التفاني في محراب عشق العمل في وضوح والتزام، وفي إطار إقليمي يؤكد المشاركة في إنتاج جيل واعي يحمل على أكتافه مسئولية تقدم الوطن ورخاء البشر وتحقيق الأمن والسلام داخل النفس وتستقر الأوطان.