وصف الكتاب:
يشمل هذا البحث مسحاً للمعالم الأساسية لمنطقة الشرق الأوسط. وقد تم تخصيص فصلاً آخراً لتحديد معالم ومكونات واستحقاقات المسرح الدولي في مسيرته الديناميكية والمتغيرة. ويأتي بعد ذلك كشف خصائص وخصوصيات الولايات المتحدة الذاتية، حتى تكتمل الأبعاد الثلاثة الضرورية كخلفية لهذا البحث. وفي ضوء حال العالم العربي والمسرح الدولي وإبراز المعالم الذاتية للولايات المتحدة، يصبح من الممكن عندها تحديد أهداف ومصالح الولايات المتحدة الكونية في فصل مستقل. وكذلك تخصيص فصل آخر لتحديد هذه الأهداف والموارد والصعوبات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. وبعد اكتمال الخلفية الثلاثية، وتحديد الأهداف الأمريكية الكونية والشرق أوسطية، تتوفر العناصر الضرورية لتحديد الآثار الدائمة للحقبة الأمريكية، وهي محاولة لاستقراء النتائج البعيدة المدى لهذه الحقبة على الشرق الأوسط، وعدم التوقف عند الآثار المباشرة والعابرة. وقد تبين نتيجة لهذه الفصول الستة أن هنالك مازال مساحات هامة ومتعددة لم يكن من الممكن حسمها مما خلق الحاجة لإبرازها في فصل أخير يطول حول الأسئلة المفتوحة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وآثارها الدائمة. وكان المجتمع الأوروبي الأصل الذي تجمع في الولايات المتحدة الوليدة في القرون الثلاث بعد اكتشاف العالم الجديد يتصف بثقافة الطموح غير المحدود. فبعد أكثر من قرن من التركيز على بناء الولايات المتحدة بالاستيلاء على الممتلكات الإسبانية المجاورة واعتبار أمريكا اللاتينية الحديثة الخليفة لها بدأت تتطلع إلى الخارج والسعي للسيطرة على ولايات وأراضي جديدة. وبعد تحرير العبيد في حروب أهلية في منتصف القرن التاسع عشر شاركت الولايات المتحدة بالحرب العالمية الأولى وساهمت في وضع أسس العالم الجديد من خلال عصبة الأمم المتحدة ومبادئ الرئيس الأمريكي ولسون في حقوق الشعوب في تقرير مصيرها. ولكن النصر الكبير كان في الفوز في الحرب العالمية الثانية وتقاسم العالم مع الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة التي تلت ومن ثم تورث الامبراطوريات البريطانية والفرنسية وأخيراً الانفراد في قيادة العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991. وقد مهد ذلك لتكوين المسرح الدولي الجديد بعد تعافي الاتحاد الروسي وانطلاق الصين بمرافقة الهند والاتحاد الأوروبي والبرازيل. وتجدر الإشارة إلى أن القوة هي أهم عناصر العلاقات الدولية ولكنها صعبة القياس والتقدير. فصعود وهبوط الدول يحتاج إلى معايير هي غير دقيقة في تطبيقها. ولذلك يستمر الخلاف حول حال الولايات المتحدة إن كان صاعداً أو ثابتاً أو متراجعاً.