وصف الكتاب:
توفرت عن بني أيوب كتب ودراسات كثيرة ومعظم هذه الكتب تحدثت عن تاريخهم السياسي كما تعددت الدراسات الحديثة حولهم وخاصة صلاح الدين بن أيوب مؤسس دولتهم، وركزت بعض تلك الدراسات على سياسة الدولة الأيوبية في مصر وبلاد الشام وتناول البعض الآخر جوانب من علاقاتها السياسية في حين بقيت الدراسات مسهبة حول تاريخهم في شمال الشام والجزيرة واليمن والحجاز شأنها شأن بقية مناطق الشرق الإسلامي وجنوب آسيا وأذربيجان. ولما كان القرنان السادس والسابع الهجريان يمثلان فترة ضعف وقوة السلطة السياسية للخلافة العباسية والدول الإسلامية الأخرى، كما يمثلان فترة نضج واضمحلال للحضارة الإسلامية وكان أكثر المناطق تأثراً بهذه الظواهر هي بلاد الجزيرة والشام نتيجة لتعرضهما لحركة بشرية مستمرة قامت بها القبائل الكبرى في أواسط آسيا، وبلاد فارس كالديالمة والسلاجقة إذ سلكت هذه الأقوام الطريق نحو الغرب عبر أراضي الجزيرة إلى الشام. من الواضح لدينا أن حكم بني أيوب كانت قاعدته الأولى مصر وانطلق منها مؤسس دولتهم إلى الشام حينما أتيحت له الفرصة فاستولى على دمشق وحمص وحلب وحماة ولم يتوقف طموحه عند هذه المكاسب بل تعداه إلى الشام والجزيرة. عن هذا التاريخ الحافل بالأحداث السياسية والعسكرية يتحدث هذا الكتاب الذي يضمّ بين طياته تأريخاً للدولة الأيوبية التي حكمت شمال الشام والجزيرة العربية. وبصورة عامة جاء البحث مقسماً إلى ستة فصول تناول الفصل الأول: دراسة الأحوال السياسية في شمال الشام والجزيرة قبل قيام الحكم الأيوبي بما فيه الحالة السياسية قبل ظهور الأتابكة وتوضح دور آل زنكي في بناء الوحدة الإسلامية والتي شملت دور الموصل بقيادة سيف غازي، ودور حلب بقيادة نور الدين محمود، كما شملت دور الموصل بقيادة سيف الدين غازي... وشمل الفصل الثاني دراسة علاقتهم السياسية بالأتابكة بما فيها علاقة صلاح الدين بأتابكة الموصل، وأتابكة حلب، وموقف الأتابكة من الأيوبيين بعد وفاة صلاح الدين، وضعف النفوذ الأتابكي بالموصل وحلب... أما الفصل الثالث فتناول فيه دراسة علاقتهم مع الأراتقة في ديار بكر، والجزيرة وصلاح الدين والأراتقة وعلاقة الملك العادل بالأراتقة وانتزاع الأيوبيين لمدينة أحد من الأراتقة، مع دراسة لعلاقة بين أيوب مع ماردين.... أما الفصل الخامس، فقد اختصّ بدراسة علاقتهم مع الخوارزمية والمغول والمماليك، في حين أن السادس والأخير كان سجلاً لنظمهم الإدارية والحالة الاقتصادية وبعض الجوانب من الناحية الثقافية والحضارية... اقتضت دراسة الأيوبيين في شمال الشام والجزيرة من سنة 54هـ-648هـ من الباحث التعامل والتعايش مع مصادر مختلفة ومراجع متنوعة وهذا ما دعّم الدراسة التي بين أيدينا وجعلها وثيقة تاريخية حافلة بالمعلومات والبيانات الهامة والمثيرة، لكل مهتم بدراسة تاريخ الأيوبيين.