وصف الكتاب:
يتألف هذا الكتاب من مقدمة، وأربعة أبواب، وخلاصة، قام المؤلف في المقدمة بالتعريف بموضوع الكتاب، وبيان الهدف الرئيس منه، وتوضيح أهميته، ومسوغاته، وإظهار المنهجية المستخدمة لتحقيق أهدافه، والنتائج التي توصل إليها. وفي الباب الأول تناول الكتاب النووي حياته، ومؤلفاته، وكتابه المجموع، ومنهجه في ذكر المسائل اللغوية بذكر نماذج من المسائل الصرفية، والبلاغية، والدلالية، وأثرها في الاستدلال الفقهي في المجموع وذلك في أربعة فصول. أما الباب الثاني فكان عن علاقة النحو بالفقه وفيه أربعة فصول: الفصل الأول: في النحو وأصوله. وفيه مبحثان: المبحث الأول: في النحو والمبحث الثاني: في أصول النحو، والفصل الثاني: في الفقه وأصوله. وفيه مبحثان: المبحث الأول: في الفقه، والمبحث الثاني: في أصول الفقه، والفصل الثالث: في علاقة النحو بالفقه وعلاقة أصول النحو بأصول الفقه، والفصل الرابع: تطبيقات في علاقة النحو بالفقه. وأما الباب الثالث ففيه استخراج المسائل النحوية الواردة في المجموع، وفيه فصول: الأول: يتعلق بمسائل النحو المرتبطة بالأسماء، والثاني: مسائل النحو المرتبطة بالأفعال، والثالث: مسائل النحو المرتبطة بالحروف، والرابع: مسائل النحو التي خرجت عن الفصول السابقة، والكتاب إذ يقسم المسائل النحوية هذا التقسيم يقصد من ذلك موضع الحركة الإعرابية المرتبطة بتلك المسائل، ولا يهمش الدراسة النصية، بل يدعو إلى تكاملية الدرس اللغوي بكل مكوناته. وفي الباب الرابع تناول الكتاب قضايا النحو العربي في المجموع، وفيه فصول: فأما الفصل الأول فخصصه لإبراز المنهج النووي في الاستدلال بالمسائل النحوية على المسائل الفقهية، وتناول الفصل الثاني ملامح السماع في المجموع للنووي، وخصص الفصل الثالث للمسائل الفقهية المستنبطة من مسائل نحوية من خلال موازنتها بكتب فقهية أخرى مع المجموع، وأما الفصل الرابع فأبرز فيه دور الفقه في الدراسة النصية من خلال المجموع. وفي الخلاصة سعت الدراسة إلى إبراز النتائج التي توصل إليها الباحث، والتوصيات التي خرج بها. واستكمالا للبحث قام الباحث برفد هذه الدراسة بفهارس لآي القرآن الكريم والقراءات القرآنية، والحديث الشريف، والشواهد الشعرية، وفهرس للمواضيع حسب تناولها في الدراسة. ولأن اللغة العربية ترتبط بعلاقة حميمة مع الشريعة الإسلامية يمكن أن توصف هذه العلاقة بأنها علاقة تبادلية، تارة تكتسب اللغة العربية فيها فوائد جمة، وتتمايز الشريعة باللغة العربية تارة أخرى، وقد حَرَص الباحثون من كلا الجانبين على خدمة الجانب الآخر والإفادة منه، ورغم تنوع الجهـود المبذولـة وامتدادها إلا أن الفقه كان له الجانب الأقل حظا في الدراسات اللغوية. فمن الملاحظ أن عامة الباحثين اللغويين قد صبّوا جل اهتمامهم على كتب تفسير القرآن الكريم بشكل خاص، وندرت الدراسات التي تناولت مناهج الفقهاء النحوية بالبحث. ولهذا اهتم هذا الكتاب بتتبع مناهج الفقهاء في تناول المسائل النحوية، وقد ركزت الدراسة على كتاب ”المجموع» للإمام النووي، لما فيه من توسع علمي، وآراء لغوية لا على الصعيد النحوي فحسب، بل شملت الصعيد الصرفي، والصعيد البلاغي، وغيرها من العلوم اللغوية التي ترتبط بالاستدلال الفقهي. ويقوم هذا الكتاب بتتبع آراء الإمام النووي في المجموع المتعلقة بالمسائل النحوية إحصاء وتحليلا، وتفسيرا، محاولاً الوقوف على ما يمكن من خلاله رسم منهج علمي لطرائق الفقهاء بالاستدلال النحوي. كما يوضح موقف الفقهاء من الاستدلال بالمسائل النحوية، ويحاول إزالة الادعاء بأن النحو العربي قواعديّ المنهج، بعيد عن التطبيق الفعلي، يترسم حدود كتب النحو، ويمثل الناحية الشكلية فحسب. كما سعى هذا الكتاب إلى إظهار العلاقة القائمة بين علم النحو وعلم الفقه، وإفادة الفقهاء من النحو، وتأثير النحو العربي في الفقه الإسلامي، ودراسة المسائل الفقهية التي كان للنحو العربي دور في استنباطها في كتاب المجموع للنووي، وإبانة منهج النووي في التعامل مع المسائل النحوية في المجموع، وتحديد النحويين الذين استشهد النووي بآرائهم في المجموع. وتكمن الإضافة التي يمكن أن يحققها هذا الكتاب في بيان أمرين: الأول: مناهج الفقهاء في الاستدلال بالنحو من خـلال المجموع للنووي، والثاني: القيمة النحويـة لكتاب المجموع للنووي، كما تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على إبراز أثر النحو العربي في الاستدلال الفقهي من خلال المجموع للنووي، وتطبيق ملامح نحو النص في الدراسات الفقهية من خلال المجموع للنووي، وتحقيق موقف النووي من الخلاف النحوي بين المذاهب النحوية، وإرساء تكامل الدراسات اللغوية والشرعية في التراث العربي، مع دعوة لتسليط الضوء على كتب الفقه الإسلامي.