وصف الكتاب:
نبذة المؤلف: قد تأكد اليوم أمام الباحثين المنصفين أن الأبنية الصفية هي الأساس في فهم العلوم اللغوية، تركيباً وبلاغة وأسلوباً، والدراسة الصرفية بطبيعتها تنمازُ بالصعوبة والثقل، ومن هنا فعلم الصرف لم تواتِه الفرص، ولم تسعفه الحظوظ من أن ينالَ ما حظيّ به قرينه علم النحو من دراسات مستفيضة، علماً بأنه (علم الصرف) يمثلُ نقطة المركز الدلالي في أداء المعني. وعليه فإنّ الباحث الكريم الدكتور محمد المقابلة قد استطاع وبجدارة أن يقعنا بالأسباب التي دفعته إلى إختيار موضوعه الموسوم بــ (توظيف الأبنية الصرفية الأسمية في شعر يوسف العظم)، إذ إنّ له حقيقته الخاصة، حقيقة المعنى السياقي الذي لا يعرف التقليد في ضوء المعنى الصرفي كدراسة حديثة، وكذا لا يُعدُّ جديداً في بابه قائماً في رأسه متمرداً على القديم، بل هو إمتدادٌ لتلك الدراسات التي شَرَعَ بها مَن قبلهُ، إلا أنها تجاوزت ذلك إلى ما يسمى بدراسة البنية الصرفية فهماً وتطبيقاً، وكان ديوان الشاعر يوسف العظم خيرُ أنموذج لإحتضان مثل هذه الدراسات. وإنني لأجدُ في صنيع د. محمد المقابلة نموذجاً للبحث الأصيل، الذي جرى في التركيب الصرفي، وإستنطاق دلالته للكشف عن المعنى الذي يفتح أفقاً واسعة في تغيّر نظم البنية الصرفية للألفاظ داخل السياقات الفنية، وتقلبها في الميزان الصرفي في التعبير عن المعنى داخل السياقات المختلفة؛ حيث كان له الأثر الأكبر في العبور إلى شخصية المرسل والمتلقى، وإلى سَبْر أغوار فكرية ما أُدركت لولا مثل هذه الدراسة