وصف الكتاب:
لقد وضع الإسلام الإنسان العربي المسلم وجهاً لوجه أمام الطبيعة والكون بكل ما فيها من موجودات ، وظواهر ، وأخذ بيده إلى طلب المعرفة الصحيحة لمعرفة الحياة الحقيقية ، والابتعاد عن الأفكار الخرافية التي تتعارض مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ، وحينما نشط العرب المسلمون في إقامة الدولة العربية الإسلامية الكبرى كان لزاماً عليهم أن يطورّوا مؤسساتها ، فانطلقوا ، يطوون السهول والجبال لنشر الإسلام ، وتحرير العباد والبلاد من ظلمات الوثنية الى نور الإسلام ومن جور العباد الى عدالة الإسلام ، أدركوا أهمية ثقافات البلاد المحررة والمفتوحة في تعزيز ثقافتهم التي حملوها معهم الى تلك البقاع ، فوجدوا أن الجدل الديني ، والمناظرات ، التي بدأ العرب المسلمون يدخلون فيها مع بعضهم من جهة ومع أصحاب الديانات ، والمذهب الأُخرى من جهة ثانية ، ألزمتهم في معرفة ما عند الأُمم الأُخرى من الأفكار المنطقية التي إعتمدوها في الجدل الديني ، والمناظرات الفكرية ، فكانت العناية بالترجمة ، وتعلم لغات الأُمم المحررة في رفد الثقافة العربية الإسلامية مطلباً مهماً ، وأساساً . وقف العلماء المسلمون ، والفلاسفة ، وأرباب المنطق والكلام الى ما وصلت إليه تلك الأُمم من آفاق المعرفة ، والتقدم العلمي ، فتوّجوا ثقافتهم بثقافة الأُمم الأُخرى ، فكانت ذات أثر بارز على تنوع الثقافة العامة ، وتطورها .