وصف الكتاب:
في 5 يناير 1904 أدلى الجغرافي الجيوبوليتيكي ماكندر بدلوه فقدم مقاربة اونظرية لا يزال يغرف منها الدارسون. وسبك منطوقها في" من يسيطر على قلب العالم يسيطر على جزيرة العالم ومن يسيطر على جزيرة العالم يسيطر على العالم" وارادها نصيحة وعلاجا للامبراطورية البريطانية التي خشى الاستعماريون البريطانيون على افول شمسها من بقاع العالم. ولم تشفع مقولته. فقد افلت الامبراطورية البريطانية. وجا الدور على الولايات المتحدة بعد 1945 لتضع اسس امراطوريتها. فتقدم سبايكمن بنصيحته ومقاربته بعدما ادخل تحويرات على نظرية ماكندر فاوصى ان تسيطر امريكا على " حافة" قلب العالم فتسيطر على الجزيرة وعلى العالم. وكذا اجتهدت الاستراتيجية العليا الأمريكية وسياستها الخارجية لعقود في تنفيذ وصية سبايكمن مع تعديلات كلما وقع تغيررات. فكان بناء حلف الأطلسي جدارا جيبوليتيكيا في كل بوابة منه توجد امريكا مع حلفاء. وعندما زلزلت الأرض زلزالها فانهدت الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي ودك العراق وبعثر الهيكل الاقليمي للشرق الاوسط وبرزت امريكا قوة عظمى لا نظير لها وعالم معمولم اقتصاديا تحتل فيه امريكا المركز وكل اقتصاد آخر في فلك محيطها، وبعد عدم الاتزان في الدرس النظري لما وقع فجاة، بعد هذا تكهن الدارسون إلا القليل في الاجتهاد بان امبراطورية امريكا قد رسخت قوائمها. واحتدم الجدل في مسألة هل ان امريكا ستهيمن على العالم؟ وهل في قدراتها ما يشفع لها؟ وهل ستنجو من متحدين لها؟ وهل ستبطل الدرس التاريخي؟ واين مكامن عصمتها؟ وكيف ومتى ستافل؟ وكثر لماذا وكيف ومتى واين. هذه دراسة في هذا العراك النظري. فحواها ان أمريكا غير معصومة. وانها تعمل على ابطاء او ارجاء او تقليل كلفة انهيارها. والمفتاح هو السيطرة على ما فيه العناصر الثلاثة على الارض. النفط الاسلام السياسي الصراعات القومية وما توجد هذه إلا فيما اطلقت عليه اليابسة. لقد ولدت الفكرة الأم في 1992. وعرضتها في محاضرة في مركز اديناور في بون في خريف 1992.واستانست في عرضها في اكثر من مناسبة اكاديمية. و انتقدت ومدحت وصوبت وعشت معها أكثر من ربع قرن. وها بعد ان استكملت دينامكية النفط والاسلام السياسي والصراعات القومية رأيت ان قد حان ميلادها بهوية كتاب.