وصف الكتاب:
يصل هذا الكتاب بين مقرِّرات المنطق اللغوي والعقلي، ويربط بين اللغة في فقهها الدلالي وتركيبها البنائي وبين علم الكلام ومباحثه ودراساته التي تحتلّ الإعتبارات الصرفية والنحويّةَ منزلةً عظمى فيها، ويبين أن مردّ كثير من الإختلافات بين المسلمين هو في تأويل نحوي وتوجيه إعرابي. واختص هذا البحث بتفسير البيضاوي لأنه كان أقربَ إلى الموازنة مع تفاسير من تقدَّمه، مع مناقشته الدقيقة لإعتزاليات الزمخشري، وتفنيده لتوجيهاته اللغوية والنحوية والبلاغية، مع دفع كثيرٍ من الإحتجاجات الكلامية للرازي. وبعد مقدِّمة تقليدية حول أسباب إختيار الموضوع ومشكلاته، وتمهيدٍ عن مفهوم علم الكلام وغايته ودوره الحضاري، وعلاقته بعلوم اللغة ومنها النحو؛ تكلَّم الباب الأول عن إستدلالات البيضاوي الكلامية القائمة على رؤية عميقة للمفردات النحوية في تشكيلها للتركيب، وذلك في ثلاثة فصول: الإسم، والفعل، والحرف؛ لتتجلى القيمُ الدلالية لتلك المفردات في تشكيل الرؤية الكلامية عند البيضاوي. ثم أتى الباب الثاني الكاشف عن دور التراكيب في بناء الإستدلالات الكلامية، بدءاً بالتراكيب غير الإسنادية، وإختتاماً بالتراكيب الإسنادية، وبيّن الباب الثالث دور الأساليب والأحوال الطارئة على التراكيب الإسنادية، ثم تضمنت الخاتمة أهمِّ النتائج والتوصيات. وقد قُسّمت الإستلالات بالمباحث النحوية إلى مسائل معنونة بما يدل على حقيقة المشكلة الكلامية التي يتعرض لها البيضاوي بالنقد والتحليل والمعالجة، وذلك وفق ترتيب المسائل الكلامية المنضوية تحت المبحث النحوي الواحد؛ على ما استقرَّ عليه علمُ الكلام من الإبتداء بمباحث الإلهيات، ثم النبوّات، فالسمعيات وأحوال الآخرة.