وصف الكتاب:
عند قراءة تراثنا النقدي والبلاغي بفرضيات حديثة ينبغي أن يراعى خصوصية هذا التراث لأنه نتاج واقع اجتماعي وحضاري وثقافي متميز، وهذا بدوره يؤدى إلى مسلمة مفادها عدم توقع التطابق الكربوني بين هذه الفرضيات والمعطيات التراثية، وإن كان هذا لا يمنع أن نجد كثيراً من التوافق في الرؤى بين هذه الفرضيات والمعطيات التراثية. فالمنهج الجديد كما يرى ياوس -أحد أقطاب نظرية التلقي- لا يسقط من المساء ولكن له جذور في التاريخ. وإذا كانت القراءة المحور الأساسي عند منظري نظرية التلقي في عصرنا، فنجد في تراثنا الأنواع الثلاثة للقراءة -كما نظر لها تودوروف- القراءة الشاعرة (أو كما نطلق عليها القراءة الجمالية)، والقراءة الشارحة، والقراءة الإسقاطية، وبناءً على ما تقدم كانت رؤيتي في تناول نظرية التلقي في تراثنا النقدي والبلاغي كالآتي: الفصل الأول: القسم الأول: أتناول بالدراسة الأصول الفكرية والثقافية والفلسفية لنشأة نظرية التلقي في التراث الغربي، وأبرز أعلامه، وأهم فرضياته، والنقد الموجه إلى هذه النظرية، في القسم الثاني: أتناول بالدراسة الاتجاه النظري للتلقي عند النقاد والبلاغيين العرب، ورؤيتهم للعلاقة بين القارئ والنص. الفصل الثاني: أعالج صورة التلقي بالسماع في قسمين (الشعر والخطابة) لأقف على دور الإنشاد كصورة من صور التلقي، ودور المنشد في حسن أداء هذه العملية، حتى يكون للشعر أثره الفاعل في إحداث اللذة والانفعال المباشر للمتلقي، ثم أقف على عملية الإلقاء في الخطابة، والغاية المنشودة من هذا الفن، تلك الغاية التي يمكن أن تتمحور في (تلقى المخاطب هذا الفن ومشاركته للخطيب فيما يمور في نفسه من مشاعر وانفعالات). الفصل الثالث: أعالج التلقي بالقراءة، وأقف على أربعة محاور: مفهوم القراءة ومستوياتها إشكاليات القراءة في تراثنا النقدي والبلاغي، التأويل والقراءة المنتجة، مستويات القراءة عند النقاد العرب، الفصل الرابع: أعالج فيه دور البلاغة في عملية التلقى في ثلاثة محاور: مباحث البلاغة وأفق الانتظار، التركيب والدلالة، الصورة والدلالة.