وصف الكتاب:
بدى تطور الأنثروبولوجيا الثقافية بوصفها فرعاً معرفياً، مثيراً وسريع على مستوى العقود الأخيرة، وتعددت الدراسات والبحوث التي تم إنتاجها بشكل واسع النطاق، فظهرت أساليب جديدة لقضايا قديمة، وأيقن الباحث الأنثروبولوجي الثقافي تمام اليقين بتنوع الجماعات البشرية، وتعقد السلوك البشري، وأن البحث عن النماذج الثقافية (Cultural models) للشعوب والجماعات البشرية إحدى أساليبه لإعادة بلورة وتعريف مفهوماته وتصوراته لهذا الفرع المعرفي، إذ شاع تقليدياً، ومنذ بداياته الأكاديمية رؤى وتصورات عديدة للثقافات التي قيد البحث ومن منظوراتهم الخاصة، كإستمرار الفصل بين السحر والدين في الخطاب الأنثروبولوجي وتصنيف السحر كعلم زائف حتى وقت قريب، وقد صكت التعريفات والمفهومات المبكرة لثقافات الشعوب في الأنثروبولوجيا بوصفها المسألة الأساس والموجهة نحو الإيفاء بمستلزمات البحث الأكاديمي، وإن كانت صارمة جداً، وعالمية، وتصاعدية، إذ افترض مؤيدي التطور الإجتماعي في أواخر القرن التاسع عشر (مثلاً) أن جميع المجتمعات تتحرك على طول سلسلة متصلة من الوحشية إلى المتحضرة ومن البسيطة إلى المعقدة، والحقيقة لم يتم التمكن من حساب التباين الثقافي بما فيه الكفاية.