وصف الكتاب:
وقسم المؤلف كتابه إلى دراسة النص الأول القديم والنص الحديث، والملحق الأول القديم والملحق الثاني الحديث، حيث درس الناقد د. الرباعي في النص الأول القديم:أبو تمام: الصداقة ولادة روح وإنجاب كلمات، وقراءة نصية في شعره لابن حسان: الهمزية أنموذجا. وفي النص الثاني الحديث، قرأ نهج الغربة للشاعرة نبيلة الخطيب، وأفق النص - أفق القراءة والتأويل. أما الملحق الأول: القديم: درس الشاعر إبراهيم بن سيابة: قراءة في سيرته وفنه، وتهميش المهمش، وفي الملحق الثاني: الحديث، قرأ الباذان: فضاء الحنين لأول منزل لدى الشاعر نبيلة الخطيب، وقراءة في جماليات المكان الشعري. الناقد د. عبد القادر الرباعي في مقدمة كتابه يقول: لقد اعتمدت في قراءة القديم والجديد ومقارباتها النقدية حسب جماليات التلقي والتأويل، وخاصة مفهوم أبرز للنقد الضمني، وهو الناقد الذي لا يمتلك أوصافا خارجية تطبق على النص تطبيقا آليا، وإنما الناقد الذي ينتجه النص بأبنيته الداخلية، ويكون أن تتكامل إنتاجيته - حسب جاكوبسون - إلا بفعل القراءة التي تحرك قدراته الكامنة لتبرز في أنشطة فاعلة تتحرك ضمن سياقاته وتشكيلاته ومسافاته وفراغاته وتوتراته أيضا. يضيف د. الرباعي، ومن هنا كان الناقد الضمني هو الضامن والضابط لتحويل القراءة إلى عملية حية وقدرة عجيبة على اختراق النصوص الشعرية، وخاصة حين التقاء الحديث بالقديم منها. فالناقد الضمني إذن نموذج مثالي للقرءاة الفاعلة المنتجة في آن، وذلك بتحويلها النصوص الأدبية ذات قابلية فضلى للوصف والتحليل. ويخلص د. الرباعي إلى القول: بأن هذا الكتاب من المؤكد مختلف في فكرته، مختلف في تصنيفه وبنائه، لكنه نوعي في منهجه، فهو يعتمد منهج جماليات التلقي والتأويل في القراءة النقدية المتنوعة والموحدة في آن. فالكتاب إذن حاول من خلال ناقده الضمني أن يعيش تجارب الآخرين وأن يدخل أعماق الإنسان من خلال استبطان أبنية نصوصه وتقريب معانيها الإنسانية القابعة خلف تلك النصوص، فاعلا ومتفاعلا مع كامل تشكيلاتها اللغوية والفنية. وقد اقتضى هذا إعادة تركيبها وترتيبها حسب الظاهر منها، والكامن المحتمل والمتخيل في أعماقها من إشارات وإيحاءات ولدت صورا ومعاني باقية على الأيام أبدا.