وصف الكتاب:
إن هذه الرواية، التي يتماهى فيها الخيال المحموم بالواقع الذابح المرير، تؤذن بميلاد روائي مكرس يستطيع أن يضع أمامنا مشاهد حياة الفلسطيني المهولة والقاسية دون أن يفقد الكلام توتره أو جدته، وتبقي الأحداث، التي تعكس واقعاً أكثر عبثاً و سوريالية من أي فنتازيا يجترحها الخيال في أقصى حالاته وتصوراته. إن هذه الرواية الديستوبية شديدة الانتماء لجرحها الغائر، جريئة دون استعراض و تشاوف، وتحاول أن تقيم عالماً يقول للقارئ إننا مازلنا على عتبة الزلزال. لعل هذه الرواية، التي أرادت أن تقول كل شيء فيها، تشبه سيرة متفجرة، دادية، مليئة بالتداعيات التي تشكل شريطاً ذهبياً عريضاً يتراءى في نسيجه تاريخ مظلمتنا الكاوية، و تفيض أسئلة حارقة في خضم سرد سلس بلغة طازجة فاتنة، و بقدرة مدهشة على جمع كل هذا النثار الساخن المتواصل بقبضة المتمكن الحصيف. هذه الرواية استدعت الوجع من جديد، ذلك بالمرور بالسام والقدس والزنزانة ورام الله وجنازة الوالدين. استدعاه حقاً و أشعل النار في الصدر. لكن القلب لم يترمد، وظل ينبض مع تلك النصوص الطالعة رغماً عن الحواجز و العتمات.