وصف الكتاب:
عصا نبي ضالة: هذا سردٌ لأجلِ رجا، يبدأ من لحظةٍ قرر فيها التمرد الناعم والمكوث في بيتِ جدته الثكلى بولدها، مبرّرا ذلك برغبته في اختبار حزن حقيقي، تنفتح طاقات الصّدف، وتخرم آذان روحه أحزان كثيرة، يمضي موزّعا بين ريحانِ جدّته وضفائرِ أمّه وشامةٍ تحتَ عينِ سرى. حلمٌ دخانيّ لثلاثِ نساء يأتيهِ كالنبوءة المواربة تتوهّج في ذهنه رغبة ملحة في الانصياعِ وراءه واختراعِ فتاةِ الصّلصال التي كانت تومئ له ،يدخل لعبة الكلمات ونبدأ بالتباري على الحكايا، ألهث خلفه ويلهث هو وراءَ شمسهِ المشتهاة، يظنَ نفسه نبيّ الرؤى، لكنّ اللّغة جبّ بلا قاع، والدّخان محض سراب. "قضيّتي أن أخترعَ مأساة واضِحة، أحسم آمالَها دونَ أن تعضّ الذّئابُ تخاريفي، لستُ أكتبُ من أجلِ أن يقرأني أحد، بل لأكتشفَ المستورَ منّي، ولا يعنيني أن أوصفَ بالهارِب، حقّا لست سوى تلميذِهِ النّجيب. إنّ التداعي يسلمني لناصية الكلام، سأجرّب أن لا تخزني أحزاني التّافهة، وألّا تحرِجَني، وألّا يستبينُ البئر الخاوي، سأكسوه بالأوراقِ المستديرةِ والمدببّة الحواف، سأجمع ماءً من أوّل الدّنيا وأصبّ بهِ العتمةَ الرهيبة، سأسمع ابتلاعَ الماءِ لصوتي، وأنقله على ظهورِ الفراشاتِ لتشربَ القرية الظمآنة"