وصف الكتاب:
ضمّ الكتاب ثمانية عشر مقالا، توزّعت على أقسام أربعةٍ. فأمّا القسم الأوّل، فقد خُصّص لدراسة للخطاب الأدبي، وقد انشغل فيه الباحثون بتفكيك النصوص الإبداعيّة القديمة منها والحديثة؛ شعرا ونثرا، مستأنسين، في ذلك، بالمنهج التداولي والبلاغة الجديدة والسرديّات الحديثة ونظرّيات القراءة والتلّقي. اهتمّ الدكتور محمد أنقار بالأحلام في الثقافة العربيّة معتبرا إيّاها من أكثر الظواهر الإنسانيّة تعقيدا واستعصاءً على الفهم. ولقد خلص الباحث المذكور في تحليله لهذه الأحلام إلى نتائج عدّة، لعلّ أهمّها الطاقة التخيليّة والحجاجيّة الكامنة في خطابها. واهتمّ الدكتور أصيل الشابّي بظاهرة السّجال في أخبار العشّاق المصروعين. فبسط عديد القضايا المتعلّقة برؤية الثقافة العربيّة للعشق. وانشغل الباحثُ عبد الستار الجامعي بدراسة المجالس الأدبيّة، ووقف فيها عند بلاغة خطاب المجالس والمسالك الحجاجيّة التي تطبع خطاب المتناظرين في مسائل عديدة. وفي ضوء المنهج النفساني، درس الباحث الأردني مصطفى خوالدة خطبة “الحجاج بن يوسف” في أهل الكوفة، مبرزا دور العوامل النفسيّة في تشكيل الخطاب الأدبي وفي منحه طاقة كبيرة للنفاذ إلى أفهام المتلقّين. وقد استند فرج علاّم، باحث مصريّ، إلى نظريّة القراءة والتلقيّ للكشف عن الإمكانات التي يمنحها النصّ الشعري لقارئه في التأويل. وغير بعيد عنه قدّم الدكتور فتحي أولاد بوهدّة اقتراحا نظريّا لكيفيّة تحصيل المعنى في النصوص الأدبيّة، وقد بيّن ذلك من خلال تطبيقات على بعض الأعمال الشعريّة الحديثة. واستندت الدكتورة فضيلة قوتال إلى المقاربة السيميائيّة لتفكيك المضمرات في خطاب المرضى، وقدّمت اقتراحات طريفة لتذليل الصعوبات التي تعترض الطبيب في فهم مقاصد المريض. وضمن ما يُعرف بالنقد الثقافي، قدّم كلّ من الدكتور رضا لبيض والدكتورة نسيمة كريبع قراءتهما لنصوص روائيّة قصد الكشف عن الأنساق الثقافيّة المتوارية خلف الخطاب الروائي والتي تساهم في تشكيله. وعمل الدكتور عبد الرزّاق علاّ على تنزيل المقاربة السيميائيّة على النصوص الروائيّة، مبيّنا مدى أهمّية هذا المنهج في الضفر برؤية جديدة للآثار الأدبيّة. وأمّا القسم الثاني، فقد خٌصّص لقضيّة المنهج في دراسة الظواهر اللغويّة. وقد دارت الدراسات فيه على على طرائق استعمال اللغة في الفضاء الواقعي. وفي هذا القسم وقف جملة من الباحثين على الآليات الممكنة للتخاطب المباشر باستعمال الألفاظ وغير المباشر عن طريق الصورة أو الرمز، وذلك في ضوء المقاربة السيميائيّة واللسانيّات التداوليّة والمنهج العرفاني. وفي هذا السياق، طرح الدكتور عبد الله سيّد عبد الله غلام آليّات تحصيل المعنى في الخطاب استئناسا بالمنهج اللساني التداولي. واهتمّ الأستاذ خميسي الثلجاوي بقراءة الخطاب الإشهاري مبرزا كيفيّة اعتماده على الصورة وإدراجه إيّاها لاستمالة العقول وتوجيه الرأي العام خدمة لمقاصد عديدة